في الخامس عشر من يونيو عام 1972، وقعت إحدى أكثر الكوارث الجوية رعباً وفظاعة في تاريخ الطيران التجاري، حيث أُسقطت طائرة تابعة لشركة “كاثي باسيفيك إير ويز” (Cathay Pacific Airways)، وذلك خلال رحلتها رقم 700Z التي كانت تستعد للتوجه من بانكوك باتجاه هونغ كونغ.
التاريخ المأساوي جاء في تلك اليوم المشؤوم، عندما كانت الطائرة من طراز كونفاير CV-880-22M-21، التي كانت مسجلة بالتسجيل VR-HFZ، في طريقها عبر سماء فيتنام القريبة من بليكو، وهو موقع في منطقة وسط فيتنام.
بينما كانت الطائرة تحلّق في سماء جنوب شرق آسيا، وأثناء مرورها فوق المناطق الجبلية الوعرة والمناظر الطبيعية الخلابة، حدثت كارثة لا تُنسى. بائع الجوز المتجول وصاحب القدرة الخفية على تجلب الفوضى والدمار، انفجرت عبوة ناسفة بداخلها في قسم الركاب من الطائرة، وتحديداً تحت أحد المقاعد، مما أدى إلى إحداث تدمير هائل وإلحاق الخراب والفوضى بالطائرة وركابها.
وفي هذا اليوم الفظيع، فقدت الطائرة الاتصال مع برج المراقبة الجوية وسُجلت تلك اللحظات القاسية في تاريخ الطيران العالمي، حيث هوت الطائرة بسرعة هائلة نحو الأرض، محطمةً كل آمال النجاة والسلامة لركابها وطاقمها. وبفعل الانفجار الضخم وقوة الصدمة، فإن الطائرة تحطمت بشكل كامل، مما أدى إلى وفاة جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 81 شخصاً.
ومع أن الخسائر البشرية كانت هائلة ومدمرة، إلا أن الانتباه تجاه التحقيق والبحث عن أسباب الكارثة كان ملحاً. فتبيّن فيما بعد أن الانفجار الذي أدى إلى تحطم الطائرة كان نتيجة لتفجير جهاز متفجر موجود في حقيبة سفر تحت أحد المقاعد في قسم الركاب. ومع أن هناك اتهامات طارئة وسريعة طالت مسؤولية وضع القنبلة على كاهل ضابط الشرطة التايلاندي، إلا أنه تم براءته من التهم بسبب نقص الأدلة الكافية.
إن هذا الحادث المروع لا يمثل مجرد كارثة جوية، بل يكشف أيضاً عن الجوانب الخطيرة والمرعبة للعنف والإرهاب، ويسلط الضوء على خطورة الأمن الجوي وضرورة تكثيف الجهود لضمان سلامة الركاب والطواقم في كل رحلة جوية على مستوى العالم.