في اليوم الحادي عشر من شهر أغسطس عام 2002، وقعت إحدى أكثر كوارث الطائرات فظاعة وفادحة في تاريخ الطيران، حيث تحطمت طائرة هليكوبتر نقل روسية من طراز Mil Mi-26 بالقرب من مقر القوات العسكرية الروسية في منطقة خانكالا في تشيتشنيا، الواقعة جنوب العاصمة الشيشانية جروزني. وكانت الطائرة تقل قوات عسكرية في إطار مهمة عسكرية روسية.
بينما كانت الطائرة في الجو، واجهت مشكلة جوهرية، حيث أبلغ الطيار عن اشتعال النيران في أحد محركات الطائرة، مما دفعه لمحاولة الهبوط الطارئ. ومع محاولته القيام بذلك، تعطلت الآليات الهيدروليكية بسبب النيران المشتعلة وتوقفت المحركات الخاصة بالطائرة. وفي تلك اللحظة الحرجة، تعرضت الطائرة لهجوم من قبل مقاتلين شيشانيين باستخدام صاروخ مضاد للطائرات من طراز محمول على الكتف، الذي أصاب محرك الطائرة الأيمن، مما أدى إلى اشتعال النيران داخل الطائرة وتفاقم الوضع بشكل كبير.
محاولة الهبوط الطارئ فشلت، حيث سقطت الطائرة من ارتفاع 660 قدم وفقدت التحكم في الهبوط بشكل كامل، مما أدى إلى ارتطامها بقوة بالأرض واندلاع حريق هائل في الطائرة. وبسبب عدم قدرة الركاب على الخروج بسبب انقطاع النظام الهيدروليكي وتسرب الوقود المشتعل إلى داخل الطائرة، فقد لقوا حتفهم معظمهم.
تحطمت الطائرة في مكان قريب من المقر العسكري الروسي، مما جعل العمليات الإنقاذية صعبة للغاية، وأسفر الحادث عن مقتل 121 شخصا كانوا على متن الطائرة، فيما لم يتأثر الأرض بأية أضرار جانبية جراء الحادث.
بهذا الحادث المأساوي، أضافت تلك الطائرة إلى قائمة الكوارث الجوية التي عرفها التاريخ بشكل عام، وتركت ذكرى مؤلمة وعبرة لمخاطر التحليق في ظروف معقدة ومناطق حربية.