في تاريخ 19 نوفمبر 1969، وقعت واحدة من أكثر الحوادث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران، حيث شهدت قمة جبل بيلوت في جلين فولز بولاية نيويورك حادثة مروعة أودت بحياة جميع من كانوا على متن الطائرة. كانت طائرة تابعة لشركة “موهوك إيرلاينز” تقوم برحلة رقم 411 من مدينة ألباني إلى جلين فولز، وكانت الطائرة من طراز Fairchild-Hiller FH-227B برقم تسجيل N7811M.
وصلت الطائرة إلى مدينة جلين فولز في تمام الساعة 20:20 بالتوقيت المحلي، وكانت الظروف الجوية في تلك اللحظة تتسم بعدم الاستقرار، مما جعل الطيارين يواجهون تحديات جوية كبيرة. وفيما كانت الطائرة تحاول الهبوط بسلام في جو قاسٍ، فإن الكابتن فقد السيطرة على الطائرة نتيجة لتدني مستوى الارتفاع بشكل حاد وتعرضها لتيار هوائي قوي من جهة الجبل، مما أدى إلى اصطدامها بأشجار على السفح الشمالي الغربي لجبل بيلوت، ومن ثم اصطدامها بصخرة صلبة على الجبل.
وفي مشهد مأساوي، سقطت الطائرة من ارتفاع يقدر بنحو 38 قدمًا، لتتوقف بين الأشجار. وقد لقي جميع الركاب الذين بلغ عددهم 14 شخصاً حتفهم في هذا الحادث المروع، دون وجود أي ناجين على متن الطائرة. ولحسن الحظ، لم تتأثر الأرض بأي خسائر جراء هذا الحادث المأساوي.
وفحص التقرير النهائي للحادث كشف أن الكابتن قام بتجاوز حدود التصاريح الخاصة به ودخل بالطائرة إلى تيار هوائي هابط قوي جداً على جانب الجبل، وهو ما جعله غير قادر على استعادة السيطرة على الطائرة. وهذا يشير إلى وجود خطأ فادح في تقييم الظروف الجوية واستجابة الطيارين لها، مما أدى في النهاية إلى هذا الحادث الأليم الذي لا يُنسى.