في العشرين من أبريل عام 1978، وقعت واحدة من أكثر الحوادث الجوية تعقيدًا وغموضًا في تاريخ الطيران، حيث تصادمت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الكورية (Korean Airlines)، والتي كانت في رحلة رقم 902، بالقرب من مدينة مورمانسك في روسيا. كانت الرحلة المقررة من باريس إلى سيول، وكانت تستخدم طراز بوينج B-707-321B، مسجلة بالرقم التسلسلي HL-7429 وبالرقم التسلسلي للصناعة 19363/623.
بينما كانت الطائرة في الجو وعلى متنها 109 راكب، تعرضت لحادثة مروعة حينما انحرفت عن مسارها المعتاد، وتعرضت لانخفاض سريع في الضغط داخل الكابينة بعد أن تعرضت لإطلاق نار من قبل طائرة مقاتلة روسية. تسبب هذا الحادث في تعرض الطائرة لفقدان سريع للضغط في الهواء، مما أجبر الطاقم على القيام بهبوط اضطراري على بحيرة متجمدة.
بفضل براعة الطاقم وتصرفهم السريع، تمكنوا من الهبوط بنجاح على البحيرة المتجمدة، وهو ما ساعد في تقليل الخسائر بشكل كبير. للأسف، فقد قتل شخصان في هذه الحادثة المأساوية، لكن يمكن القول بأنه كان بالإمكان أن تكون الخسائر أكبر بكثير لولا تصرف الطاقم وقدرتهم على التعامل مع الموقف بشكل فعال.
تحققت لجنة التحقيق في الحادث بالتعاون بين السلطات الكورية والروسية، وأظهرت النتائج أن الطائرة كانت قد انحرفت عن مسارها المعتاد بسبب الضباب الكثيف، مما أدى إلى تصاعد التوتر والارتباك في الكابينة، وقد أضافت إطلاقات النار من قبل الطائرة المقاتلة الروسية إلى هذا التوتر، مما أدى في النهاية إلى وقوع الحادث المأساوي.
تبقى هذه الحادثة مثالاً بارزًا على كيف يمكن أن تتفاعل العوامل المختلفة في الطيران، مثل الظروف الجوية السيئة والتحديات الجيوسياسية، لتؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها بشكل لا يمكن التنبؤ به. ومن الجدير بالذكر أن هذه الحادثة قد أثارت الكثير من الجدل وأدت إلى تحسينات كبيرة في إجراءات السلامة الجوية والتعاون الدولي في مجال الطيران لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.