في يوم الأحد الموافق للثامن عشر من شهر أغسطس من العام 1985، شهدت السماء اليابانية حادثة جوية مروعة عندما تعرضت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية اليابانية (Japan Air Lines)، والمعروفة برقم الرحلة 123، لفشل في الضغط الخلفي للهيكل أثناء رحلتها بين طوكيو وأوساكا.
وقعت الحادثة في منطقة جبلية بالقرب من قرية أوينو (Ueno)، على سفوح جبل أوسوتاكا (Mt. Osutaka)، في اليابان. وكانت الطائرة المنكوبة من طراز بوينج B-747-SR46، تحمل الرقم التسجيلي JA8119، وكانت قد أقلعت في رحلة من طوكيو متجهة إلى أوساكا.
وبينما كانت الطائرة تحلق على ارتفاع يقدر بحوالي 23,900 قدم، فشلت هيكلية الضغط الخلفي للطائرة مما أدى إلى تعرضها لصعوبات تحكم شديدة، حيث فقدت الطائرة السيطرة على جميع أجهزتها ومعداتها. وبعد مضي حوالي 40 دقيقة من بدء الحادث، اصطدمت الطائرة بإحدى قمم الجبل، مما أسفر عن وفاة جميع من كانوا على متنها، بلغ عددهم 524 شخصًا، وهو رقم قياسي لعدد الضحايا في حوادث الطيران الفردية.
وفحصت التحقيقات اللاحقة سبب الحادث، واتضح أنه ناجم عن عطل في هيكلية الضغط الخلفي للطائرة، والذي كان قد تعرض لإصلاح غير صحيح بعد حادثة اصطدام في ذيل الطائرة في عام 1978، وهو ما لم يتم اكتشافه بشكل كافٍ خلال الفحوصات والصيانة التي قامت بها شركة بوينج. وقد أدى هذا الإهمال إلى فقدان الطائرة لكل وسائل التحكم، مما أدى في النهاية إلى الكارثة الجوية الفظيعة.
يذكر أن الحادثة أدت أيضًا إلى وفاة المغني الياباني الشهير كيو ساكاموتو (Kyu Sakamoto) البالغ من العمر 43 عامًا، والمعروف بأغنيته اليابانية الشهيرة “سوكياكي” (Sukiyaki)، مما أضفى على الحادثة المزيد من الحزن والصدمة في البلاد وخارجها.
بهذا، أصبحت حادثة الطائرة اليابانية 123 واحدة من أسوأ الكوارث الجوية في تاريخ الطيران، حيث لم يتمكن ركابها من النجاة وتحولت رحلتهم إلى فاجعة تاريخية تبقى خالدة في ذاكرة الطيران العالمي.