في يوم الثامن عشر من شهر فبراير عام 1943، وتحديداً في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، وقعت واقعة مؤلمة على أراضي مدينة سياتل بولاية واشنطن الأمريكية، حيث شهدت السماء تحليقاً لطائرة اختبارية تابعة لشركة بوينغ لصناعة الطائرات، والتي كانت تحمل الرمز XB-29 والتي كانت تقوم برحلة تجريبية خاصة.
وكانت الطائرة تحمل الرقم التسلسلي 41-3 ولم يكن لها رحلة محددة أو رقم رحلة. الهدف من هذه الرحلة كانت فحص واختبار أداء الطائرة ومحركاتها وأنظمتها في ظروف الطيران الفعلية.
ومع مرور الطائرة في السماء، فإنها واجهت مشكلة مفاجئة وهي اشتعال أحد محركاتها، مما أدى إلى فقدانها للارتفاع والتحكم في السرعة. وفي محاولة يائسة للسيطرة على الطائرة، اصطدمت بخطوط الكهرباء الموجودة في المنطقة، قبل أن تنحدر بسرعة نحو الأرض وتصطدم بقوة في مبنى مخصص لتعبئة المنتجات الزراعية.
وبسبب هذا الحادث المأساوي، فقد لقى جميع من كانوا على متن الطائرة مصرعهم، حيث بلغ عددهم عشرة أفراد، فيما لحقت أضرار هائلة بالمبنى الذي اصطدمت به الطائرة، مما أسفر عن مصرع عشرين شخصاً كانوا يعملون في المكان.
تمثل هذه الواقعة نموذجاً صادماً لما يمكن أن يحدث في حالات الطيران التجريبي، حيث تكون الطائرات تحت تأثير الظروف المتغيرة وتحديات الاختبار، وتبرز أهمية أخذ كل التدابير الوقائية والاحترازية لضمان سلامة الرحلات التجريبية وحماية الأرواح البشرية والممتلكات.