في الثامن والعشرين من يناير عام 1984، وتحديداً في مدينة إيجفيسك بروسيا، شهدنا واحدة من تلك اللحظات المأساوية التي لا تنسى، عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة “أيروفلوت”، وهو حادث أودى بحياة العديد من الأشخاص وخلف أثراً عميقاً في ذاكرة الطيران.
الطائرة التي كانت تحمل رقم السجل CCCP-47358 والتي كانت من طراز Antonov An-24RV، كانت في رحلة تجارية عادية، إلا أن ما حدث كان مأساوياً. وفي غمضة عين، انقلبت الأمور رأساً على عقب.
كانت الطائرة تحمل على متنها 47 شخصاً، ولكن القدر لم يكن لصالحهم في تلك اللحظة الفارقة. راح ضحية هذا الحادث المروع 4 أشخاص، دون أي خسائر بين الأرواح على الأرض.
حينها، كانت الفوضى والصدمة تعم المكان، وكل من شهد هذه اللحظة كان يعاني من صدمة الواقع المرير. وفيما بعد، كانت التحقيقات تكشف عن سبب الكارثة؛ فتبين أن فشل في الجزء المعروف بـ “الإيفيتور” كان وراء هذه الكارثة الهائلة، إذ تم فصل رابط التحكم بأجزاء الطائرة التي تؤثر على حركة الطائرة.
وكانت هذه اللحظة المأساوية تُظهر لنا مجدداً مدى هشاشة وقابلية الخطأ في نظام الطيران، فليس من الضروري أن يكون الخطأ بالضرورة في التصميم، بل يمكن أن يكون نتيجة للصيانة أو العوامل البيئية، وهو ما يجعل صناعة الطيران تحتاج إلى أقصى درجات الحذر والمتابعة الدقيقة لضمان سلامة الركاب والطواقم على متن الطائرات.
وهكذا، تبقى هذه الكارثة، التي شهدتها سماء إيجفيسك في ذلك اليوم المشؤوم، عبرة لكل من يعمل في مجال الطيران، تذكيراً بأهمية الصيانة الدورية والتحقق المستمر من سلامة كافة الأجزاء والأنظمة في الطائرات، لأن ثمن الإهمال قد يكون أرواح بشرية لا تعوض.