في يوم الخميس الموافق لتاريخ 22 سبتمبر عام 1966، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية رعبًا في تاريخ أستراليا، حيث انحرفت رحلة رقم 149 التابعة لشركة Ansett ANA، والتي كانت تقوم برحلة بين مدينتي ماونت إيزا ولونغريتش، إلى مأساة غير قابلة للتصور في الجوِّ. وقعت الكارثة في محافظة وينتون النائية في أستراليا، على بُعد حوالي 150 ميلاً جوياً من لونغريتش.
كانت الطائرة المتورطة في هذه الحادثة المروعة من طراز “فيكرز فيسكاونت 832″، والتي كانت مسجلة برقم التسجيل VH-RMI ورقم الصنع 416. وكانت الطائرة تحمل على متنها 24 راكباً وأفراد طاقمها، ليصبح مجموع الأرواح البشرية المتضررة في هذه الحادثة وفيات بالكامل.
بدأت الكارثة بتقارير عن نشوب حريق في محركات رقم 1 ورقم 2 على متن الطائرة أثناء تحليقها. وفي محاولة من الطاقم للتصدي لهذا الحريق وتفادي الوضع الكارثي، قاموا بالقيام بعملية هبوط اضطرارية. إلا أن الأمور لم تسر كما خططوا، حيث تعرض الجناح الأيسر للطائرة للتحطم نتيجة ضعفه بسبب الحريق الذي اشتعل في المحركات. وبعد انفصال الجناح، تحطمت الطائرة في الهواء وسقطت إلى الأرض.
تبيَّن لاحقًا أن تخلُّص بعض البراغي هو ما أدى إلى فقدان وحدة التزييت بالزيت وبالتالي ارتفاع درجة حرارة المحامل واشتعال المحركات. وفي ضوء هذا الحادث المأساوي، تم تثبيت آلية قفل على البراغي لمنع حدوث أي حوادث مستقبلية من هذا النوع.
وبهذا الحادث المأساوي، أضافت أستراليا سطرًا مظلمًا إلى تاريخ الطيران، وقد أدت تلك الكارثة المروعة إلى تعزيز إجراءات السلامة في صناعة الطيران، بهدف منع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.