كارثة زيبلين ديكسموند في المتوسط

في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1923، وقعت واحدة من أكثر الكوارث المأساوية في تاريخ الطيران، حيث انقضت على حياة خمسة وخمسين شخصًا في حادثة سقوط زيبلين “ديكسموند” (البالون الهوائي) في البحر الأبيض المتوسط. كانت الرحلة المخطط لها تمتد من مدينة تولون بفرنسا إلى العاصمة الجزائرية الجميلة، الجزائر، وكان على متن الزيبلين 52 شخصاً، جميعهم من طاقم العسكري الفرنسي. وقد كان الهدف من هذه الرحلة الاستطلاعية تعزيز النفوذ الفرنسي في المنطقة والتحقق من الأنشطة العسكرية المحتملة للدول المجاورة.

في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وفي أثناء الطريق إلى وجهتها المقررة، تعرض الزيبلين لظروف جوية قاسية، حيث كان يقاتل طاقمه القوي للغاية والذي كان مكونًا من ضباط البحرية الفرنسية من أجل الحفاظ على استقرار الطائرة في وجه الرياح العاتية التي كانت تعصف بالمنطقة. وفي هذه الظروف القاسية، تلقى المركز البحري الأخير الذي كان متوفرًا عن الزيبلين كان يُفيد بأن الطائرة تعاني من نقص شديد في الوقود، مما قد يعني نهاية الرحلة بشكل مأساوي.

ولكن لم تكن نهاية الرحلة الوحيدة الناجمة عن نقص الوقود، بل حينما كانت الطائرة تحاول التصدي للرياح القوية، تعرضت لضربة قوية من البرق، مما أدى إلى تدميرها وسقوطها بشكل مأساوي في المياه العميقة للبحر الأبيض المتوسط. لم يكن هناك أي ناجين من هذا الحادث الفظيع، حيث قضى جميع من كانوا على متن الطائرة.

تترك وقائع هذا الحادث الأليمة وراءها درسًا مؤلمًا حول أهمية التخطيط الجيد والاستعداد الشامل للظروف الجوية القاسية، فضلاً عن أهمية متابعة مستمرة لحالة الطائرة والتواصل الفعال بين طاقمها ومراقبي الرحلات. وتظل هذه الكارثة خالدة في تاريخ الطيران، مذكرة العالم بأهمية السلامة والحذر في كل رحلة جوية.