في عام 1509، وتحديدًا في العاشر من سبتمبر، شهدت بحر مرمرة في تركيا حدثًا مدمرًا يبعث على الرعب. بلغت قوة الزلزال الذي ضرب المنطقة 7.7 درجات على مقياس ريختر، مما جعلها واحدة من أقوى الزلازل التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة الزمنية. وقد تسبب هذا الزلزال في حدوث تسونامي محتمل، ما أسفر عن خسائر هائلة وكارثية.
تركزت الأضرار بشكل خاص في مدينة القسطنطينية (إسطنبول الحالية)، حيث انهارت الآلاف من المنازل وجزء كبير من أسوار المدينة. وقد شهدت مناطق سكنية في وسط المدينة انهيارًا كبيرًا، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. بالإضافة إلى ذلك، فقد شهدت المنطقة الساحلية ارتفاعًا مفاجئًا في منسوب مياه البحر، مما أدى إلى فيضانات واسعة النطاق في الشوارع والأحياء المحيطة.
تعرضت المنطقة الساحلية لهجوم الأمواج الهائلة التي غمرت الجدران البحرية وأسوار المدينة، مما أسفر عن دمار كبير وفقدان الآلاف من الأرواح. كما تضررت مدن أخرى في المنطقة بشدة، مثل غاليبولي وأديرن وغيرها، حيث شهدت انهيار المباني والأبراج والجدران الساحلية.
تواصلت الهزات الارتدادية تحت الأرض لمدة تزيد عن 40 يومًا وليالٍ، مما زاد من حجم الدمار والفوضى. ومع أن الزلزال كان أكثر تأثيرًا على الساحل الأوروبي، إلا أن الأضرار امتدت أيضًا إلى الساحل الآسيوي من المنطقة.
وبالرغم من مرور قرون على هذا الحدث المروع، فإن الذاكرة الجماعية لا تزال تحتفظ بذكراه، مما يجعله واحدًا من أكبر الكوارث التي شهدتها المنطقة على الإطلاق.