في عام 1604، تعرضت منطقة جنوب بيرو وشمال تشيلي لأحداث طبيعية مدمرة، حيث وقع زلزال بقوة 8.5 درجة على مقياس ريختر، مصحوباً بتسونامي مدمر. وقع هذا الحدث في اليوم الرابع والعشرين من شهر نوفمبر، حيث كانت الساعة تشير إلى الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي.
بعد وقوع الزلزال، تعرضت السواحل لعواصف مائية هائلة استمرت لمسافة تصل إلى 1200 كيلومتر، مما أدى إلى فيضانات واسعة النطاق وتدمير للممتلكات والبنى التحتية. وكانت مدينة أريكا الأكثر تضرراً، حيث شهدت انحساراً غير عادي للمحيط بمسافة تزيد عن المعتاد، تبعه تدفق مياه بقوة هائلة غمرت العديد من المباني والمخازن والكنائس.
في مدينة إيلو، شهدت المياه ارتفاعاً يصل إلى ما يقرب من 2 كيلومتر داخل الأراضي الداخلية، مما أدى إلى غرق أحد عشر شخصاً وتدمير العديد من الأشجار القديمة.
وتُرجح التقديرات أن حجم الزلزال بلغ ما بين 8.25 إلى 8.5 درجة على مقياس ريختر، وتسبب في تدمير شبه كامل لمدينة أريكا وتضرر كبير لمدينة أريكيبا الواقعة على بعد حوالي 260 كيلومتراً في الداخل البيروفي.
يُذكر أن هذا الزلزال والتسونامي المصاحب له، كانا يشابهان من حيث الآثار الدمارية الكارثية، الزلزال الكبير الذي وقع في أريكا في 13 أغسطس 1868.
ومن الجدير بالذكر أن الأضرار لم تقتصر على السواحل البيروفية والتشيلية فقط، بل امتدت أيضاً عبر المحيط الهادئ إلى المناطق الأخرى.