كارثة زلزال وتسونامي في كاتش، الهند

في عام 1819، تعرضت منطقة كاتش في الهند لكارثة طبيعية مدمرة في يونيو المثيرة للرعب والتي لا تزال تثير الذهول حتى يومنا هذا. ففي تاريخ 16 يونيو 1819، ضرب زلزال عنيف هذه المنطقة، مصحوبًا بتغيرات هائلة في ارتفاع الأرض، مما أدى إلى اندفاع هائل من المحيط غمر بلدة سندري والمناطق المجاورة وجرفها تمامًا، حيث غمرتها المياه وغرقت تحتها، وبدا وكأن الأرض غرقت تحت الماء بحوالي 14 قدمًا، وهذا ما ورد في مرجع رقم 42.

وتبعًا للتقارير، فإن هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، أحدث تغييرات هائلة في الأرض، حيث ارتفعت بعض المناطق بين 6 إلى 9 أمتار على مدى 90 كيلومترًا، وقد سمي هذا الانتفاع الأرضي بـ “الله باند”. كما أدى الزلزال إلى حدوث تسونامي في بحر العرب، حيث اجتاحت موجة المد البحري من بحر العرب عبر الران وظلت فتحات الرمال في المنطقة نشطة على ارتفاع يتراوح بين 2 إلى 3 أمتار لمدة ثلاثة أيام، مما أدى إلى تصاعد المياه والغازات.

وفي تمام الساعة السابعة مساءً، في 16 يونيو 1819، تعرضت قلعة سندري والمباني الطوبية في القرى ضمن نصف قطر يبلغ 80 كيلومترًا للدمار بسبب الزلزال العنيف. وتجاوز تسونامي من بحر العرب الران، حيث دمرت القلعة في أنجار وألحقت بقدر مماثل بالقلعة في سندري في ران كاتش. ووفقًا للشهادات التي جمعها بيرنز، فقد غمر تسونامي ران كاتش في دقائق من الزلزال، حيث اضطر الناجون إلى صعود الأنقاض ليلاً وتم إنقاذهم في الصباح التالي بواسطة قوارب.

وتجلت تداعيات الزلزال والتسونامي بوضوح في الكثير من الوصف، حيث أشارت التقارير إلى أنه بعد الكارثة بثماني سنوات، شهد بيرنز تغيرات هائلة في المنطقة، حيث اجتاحت مياه المحيط الصغيرة القلعة الطوبية الصغيرة في سندري وأغرقتها تمامًا، مما جعل السكان ينجون بصعوبة عن طريق الصعود إلى القلعة، وبقيت واحدة فقط من أصل أربعة أبراج. وكشفت التقارير أيضًا عن وجود تغييرات أخرى في المنطقة، حيث شهد السكان ظاهرة غير مألوفة تمثلت في ظهور تلال رملية في أماكن كانت في السابق منخفضة ومستوية، وقد امتدت هذه التلال الرملية على مسافة تقرب من 16 ميلاً باتجاه الشمال.

وتمثل هذه الكارثة الطبيعية في عام 1819، والتي أحدثت أضرارًا جسيمة بلغت قيمتها ما يزيد عن 25 مليون دولار، فصفحة مؤلمة في تاريخ المنطقة، ولا تزال تذكرنا بقوة الطبيعة وهشاشة الحياة أمامها، وتظل درسًا لا يُنسى حول أهمية التأهب والاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية.