في اليوم التاسع عشر من أبريل عام 1955، تعرضت منطقة خليج فولوس في اليونان لواحدة من أكثر الكوارث المدمرة في تاريخها، حيث ضرب زلزال بلغت شدته 6.2 درجة على مقياس ريختر المنطقة في الساعة الرابعة وسبعة وأربعين دقيقة وتسعة عشر ثانية بتوقيت عالمي موحد. كانت الزلزالات اللاحقة ذات شدة عالية، حيث بلغت قوة الاهتزاز الثامنة على مقياس الشدة.
بلغت الإصابات والأضرار جسيمة للغاية، حيث أدت الكوارث المتعددة التي نجمت عن الزلزال إلى خسائر مادية تجاوزت الـ 25 مليون دولار، بحسب التقديرات الرسمية. تأثرت كمية كبيرة من المنازل، حيث تضررت ما بين 101 إلى 1000 منزل بشكل جزئي أو كامل نتيجة للزلزال وتأثيراته الوخيمة.
رغم الخسائر الفادحة، إلا أن عدد الوفيات كان محدودًا، حيث توفي ما بين واحد وخمسين شخصًا فقط نتيجة للحادثة. يُعزى هذا العدد النسبيًا الصغير من الضحايا إلى حقيقة أن هناك اهتزازًا طفيفًا حدث قبل الزلزال الرئيسي بسبع ثوانٍ، مما منح السكان إشارة مبكرة بالتحذير، وبالتالي تمكن العديد منهم من اتخاذ التدابير اللازمة للسلامة قبل وقوع الضربة الرئيسية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الدمار كان واضحًا، حيث تأثرت عدة سفن بموجة مد بحري ضخمة في ميناء فولوس، مما أسفر عن تضرر كبير وخسائر مادية جسيمة. ولا يزال هذا الحدث يُعتبر إحدى الكوارث الطبيعية التي تركت بصمة عميقة في تاريخ المنطقة، مُظهرة القوة الهائلة والتأثير المدمر للقوى الطبيعية التي قد تتحكم في مصير البشرية في لحظات قليلة جدًا.