في الرابع والعشرين من فبراير عام 1956، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية تأثيرًا في تاريخ الطيران، حيث شهدت السماء فوق منطقة قرب مدينة حلب في سوريا حادثًا مروعًا. كانت هذه الكارثة تحمل على متنها طائرة من طراز دوغلاس دي سي-3، والتي كانت تعمل تحت إشراف شركة الطيران السورية، وذلك أثناء قيامها برحلة جوية لم تكتمل أبدًا.
الطائرة، التي كانت مسجلة برقم التسجيل YK-AAE وكانت تحمل الرقم التسلسلي 14918/2636، كانت تقل على متنها 19 شخصًا، ومع ألم المصير، فإن الجميع فقدوا حياتهم في هذا الحادث المأساوي، حيث لم يكن هناك أي ناجين.
الحادث وقع بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة، حوالي 15 ميلاً فقط من مدينة دمشق، حيث كانت تواجه الطائرة ظروفًا جوية سيئة وعاصفة رعدية قوية. ومن الواضح أن هذه الظروف الجوية العاصفة كانت لها الدور الرئيسي في وقوع الكارثة، حيث تعرضت الطائرة لفشل مزدوج في محركاتها.
تعتبر حوادث فشل المحركات أمرًا خطيرًا جدًا في أي ظروف جوية، لكن تأثير العواصف الرعدية يجعل الأمور أكثر تعقيدًا وخطورة. فالبرق والرعد قد يؤدي إلى تشويش في أنظمة الكهرباء على متن الطائرة، ويمكن أن يتسبب في تلف أو فشل المحركات بشكل مباشر. وهذا بالضبط ما حدث في حادث دوغلاس دي سي-3 الذي وقع قرب حلب.
رغم محاولات الطاقم للتصدي للموقف الطارئ واتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة على الطائرة، إلا أن قوة العاصفة وتزايد الضغط على الطاقم لم يتركوا أي فرصة لإنقاذ الطائرة من السقوط المحتوم. ونتيجة لذلك، ارتطمت الطائرة بالأرض بشكل مأساوي، وأودت بحياة جميع من كانوا على متنها.
تعتبر هذه الكارثة تذكيرًا مؤلمًا بأهمية ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة والتقدير الكامل لظروف الطقس عند تشغيل الطائرات. فالتحلي بالحذر واليقظة في مثل هذه الظروف الجوية الصعبة يمكن أن يكون الفارق بين الحياة والموت في عالم الطيران.