في يوم الاثنين الموافق لتاسع يونيو عام 1977، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية رعبًا في تاريخ الطيران التجاري، حيث اندلعت مأساة غرقت فيها أرواح ثلاثة عشر فرداً بشكل مأساوي. كانت الطائرة، التي كانت تحمل رقم الرحلة 302 وكانت تابعة لشركة Alaska Aeronautical Industries، من طراز دي هافيلاند كندا DHC-6 Twin Otter 200. كانت الرحلة مخططة للسفر بين إيليامنا وأنكوراج في ولاية ألاسكا الأمريكية.
حينما كانت الطائرة في مسارها المحدد، وفي الساعة 14:52 بالتوقيت المحلي، وقعت الكارثة المروعة. فقد انحرفت الطائرة عن مسارها وارتطمت بجبل إليامنا (Mt. Iliamna) وهو جبل جليدي يقع على ارتفاع يبلغ 7000 قدم. كانت النتيجة الفظيعة، حيث لقي جميع الأشخاص الثلاثة عشر على متن الطائرة حتفهم على الفور، فيما بقيت الأرضية بلا أي أثر من الحادث.
وفيما يتعلق بأسباب هذه الكارثة المأساوية، تشير التحقيقات إلى أن فشل طاقم الطائرة في استخدام الإجراءات الملاحية الصحيحة كان السبب الرئيسي في وقوع الحادث. لقد تمثل هذا الفشل في عدم استخدام وسائل الملاحة البديلة المتاحة للتحقق من موقع وتقدم الرحلة، مما أدى إلى انحراف الطائرة عن مسارها وانتهاء بالاصطدام الفظيع بالجبل الجليدي.
وعلى الرغم من محاولات البحث والإنقاذ، إلا أن العثور على الجثث أو الحطام كان أمرًا مستحيلاً بسبب صعوبة الوصول إلى منطقة الحادث وتضاريسها القاسية.
إن هذه الكارثة تذكّرنا بأهمية اتباع الإجراءات الملاحية الدقيقة وضرورة استخدام كافة الوسائل المتاحة للتحقق من موقع الطائرة وتقدمها أثناء الرحلة. وهي تعكس أيضًا حجم المخاطر التي قد يتعرض لها الركاب والطواقم عندما لا يتم الالتزام بأعلى معايير السلامة في قطاع الطيران التجاري.