في السابع والعشرين من مارس عام 1977، شهدت جزر الكناري، وتحديدًا في موقع تنريف، حادثًا مروعًا تسبب في خسائر بشرية هائلة وأضرار جسيمة. كانت الشركتان الجوية الرائدتان بان أمريكان وكيه إل إم متورطتين في هذا الحادث المأساوي الذي أودى بحياة معظم ركاب وطاقم الطائرتين.
تم تحويل رحلتي الطيران 1736 و 4805 لشركة بان أمريكان وكيه إل إم على التوالي إلى مطار تنريف بسبب وقوع تفجير في مطار لاس بالماس. وبعد تأخير طويل، تلقت كلتا الطائرتين تعليمات بالرجوع على المدرج. وفي الوقت الذي كانت طائرة كيه إل إم تقترب من نقطة إقلاعها، كانت طائرة بان أمريكان لا تزال على المدرج. وبينما كانت الضبابية الكثيفة تعم المنطقة، حاول قائد طائرة كيه إل إم بدء عملية الإقلاع دون الحصول على إذن مسبق، وهو ما كان يجري في حين كانت طائرة بان أمريكان لا تزال تتقدم على المدرج بدون أن تجد مخرجًا للخروج على المدرج.
وفيما كانت الطائرة من شركة بان أمريكان لا تزال عالقة على المدرج، حدثت الكارثة المأساوية. فقد بدأت طائرة كيه إل إم عملية الإقلاع وهي لم تتخذ الاحتياطات الكافية لضمان سلامة الإقلاع في ظل وجود طائرة أخرى على المدرج. وبينما كانت الطائرة تتسارع نحو الإقلاع، اصطدمت بطائرة بان أمريكان التي كانت تحاول الخروج من المدرج، مما أدى إلى اندلاع حريق هائل في كلتا الطائرتين.
وبسبب هذا الحادث المروع، فقد العديد من الأرواح البريئة. فقد لقي مصرع 234 راكبًا و14 من طاقم الطائرة من جانب كيه إل إم، بينما فقد 326 راكبًا و9 من طاقم الطائرة من جانب بان أمريكان. وبذلك، ارتفعت حصيلة الوفيات الإجمالية إلى 583 شخصًا. ومع أن جميع الركاب وأفراد الطاقم على متن الطائرة من شركة كيه إل إم لقوا حتفهم، إلا أن بعض ركاب وأفراد الطاقم على متن الطائرة من شركة بان أمريكان نجوا من هذه الكارثة الرهيبة.
يعد هذا الحادث من أكثر الحوادث تدميرًا في تاريخ الطيران المدني، وقد أدى إلى فحوصات مكثفة وتحسينات جوهرية في قواعد السلامة والتدابير الوقائية في مجال الطيران العالمي. ومن المؤكد أن هذا الحادث سيظل علامة مؤلمة في تاريخ الطيران، محثًا للتأكيد على أهمية الالتزام بأعلى معايير السلامة والاتصال الفعّال بين جميع الأطراف المعنية في مجال الطيران.