في السابع عشر من أغسطس عام 1959، تعرضت جزر سليمان في جنوب المحيط الهادئ إلى حدث طبيعي مدمر بشكل استثنائي. وقع زلزال بقوة 7.3 درجات على مقياس ريختر في عمق 33 كيلومترًا تحت سطح الأرض. تم تحديد موقع الزلزال عند خط العرض -7.5 وخط الطول 156.0 في جزر سليمان، وتحديداً في منطقة “نيو كاليدونيا، نيو غينيا، جزر سليمان، فانواتو”.
وقد أسفر هذا الزلزال عن تكون موجة تسونامي مدمرة بشكل لا يمكن تجاهله، حيث تأكدت صحة وقوعها بشكل قاطع. وصلت هذه الموجة إلى منطقة بينسكين أو إنيا جنوب جزيرة فيلا وقبالة الساحل الشمالي لجزيرة باجا الصغيرة. اقتربت الموجة من سوباتو في الشرق، عبر قناة بيغل. ارتفعت المياه حوالي 3 ونصف قدم فوق علامة المياه المنخفضة الحالية، مما أدى إلى غمر الساحل الغربي لخليج سوباتو وجميع الساحل الذي يمتد إلى الشمال الغربي لمسافة تصل إلى ثلاثة أميال بالموجة. كانت الأضرار جسيمة، حيث تضررت المنازل على طول الشاطئ جراء هذه الكارثة الطبيعية الهائلة.
وفي جزيرة بينسكين، تم تدمير الرصيفين بالكامل، حيث لم يتبقى سوى ساحل واحد من أحد الرصيفين بسبب قوة الأمواج الهائلة. تحطمت المنازل وتضررت بشكل كبير على طول الشاطئ. ويشير التقرير المرجعي رقم 99 إلى هذه الأحداث المدمرة التي شهدتها المنطقة.
تلك اللحظات تجسدت في الذاكرة كما لو كانت قصة فجائية مأساوية، حيث تجلت قوة الطبيعة في أشدها وتذكرنا بضعفنا أمامها. وما تبقى هو الإرادة القوية للنهوض وإعادة بناء ما دمرته هذه الكوارث، والتأكيد على أهمية الاستعداد والتصدي لمثل هذه الأحداث المدمرة التي قد تضربنا في أي لحظة.