في يوم الثلاثين والأول من يناير من عام 1906، عصفت موجة تسونامي مدمرة على سواحل إكوادور وكولومبيا، مخلفة وراءها خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. بعد ثلاثون دقيقة فقط من وقوع الزلزال، لوحظت أول موجة تسونامي عند توماكو في كولومبيا، وانتشرت الموجة عبر الساحل الكولومبي والإكوادوري، حيث تسببت في دمار هائل على طول السواحل المنخفضة من ريوفيردي إلى ميكاي. فقد غسلت الموجة البيوت على طول السواحل وفي أجزاء الأنهار المدمرة، وأدت إلى وفاة مئات إلى ألوف الأشخاص حسب التقديرات المختلفة.
تم توليد اهتزازات قوية على الساحل الشمالي (الأطلسي) لكولومبيا. فيما يتعلق بالتأثيرات العالمية، فقد وصلت الموجة التسونامية إلى هيلو في هاواي بعد حوالي 12.5 ساعة من الزلزال، ووصلت سواحل اليابان في غضون 19.5 ساعة. كما شهدت الموجة تأثيرًا واسع النطاق حيث وصلت إلى كاليفورنيا وكوستاريكا.
تفاقمت الكوارث بعد وقوع الزلزال، حيث غمرت الموجة المدمرة ميناء إسميرالداس في إكوادور، مما أدى إلى غمر الشوارع الرئيسية وفزع السكان الذين لجأوا إلى الجبال المحيطة بالمنطقة. كما أدت الزلزال إلى اختفاء أربع جزر صغيرة قرب بورت ليمون، حيث هرب الصيادون في قواربهم لثلاثة أيام حتى تهدأت الأمواج وتمكنوا من الوصول إلى اليابسة. وتعرضت جميع المدن في مقاطعتي إسميرالداس ومانابي لأضرار جسيمة، حيث أصبح معظم السكان بلا مأوى.
وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، فقد لقي أكثر من 300 شخص حتفهم في بلدات كولومبيا مثل موسكيرا، سان خوان، ودومينغوريتز. ومع تدمير 49 منزلاً في قوابي وتضرر السفن في هيلو بارتفاع الموجة إلى 3.6 متر، وصلت الآثار التدميرية للتسونامي إلى أماكن بعيدة مثل اليابان وكاليفورنيا وكوستاريكا.
هذه الكارثة الطبيعية لن تنسى تاريخياً، حيث أظهرت قوة الطبيعة الهائلة وتأثيرها المدمر على الحياة البشرية والبنية التحتية، وتذكرنا بأهمية التحضير والتأهب لمواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية المدمرة.