في عام 1868، تعرضت منطقة شمال تشيلي، والتي كانت في ذلك الوقت جزءًا من بيرو، إلى حادثتي زلزال هائلتين في يومي 13 و 14 أغسطس بقوة تصل إلى 8.5 درجة على مقياس ريختر، أثارتا موجات مد بحري كارثية تأثرت بسببها معظم السواحل المحيطة بالمحيط الهادئ، واستمرت الآثار السلبية لهذه الموجات لمدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام.
أحداث الزلزال والتسونامي أسفرتا عن مصرع أكثر من 25,000 شخص في أمريكا الجنوبية بين القتيلين جراء الزلزال نفسه وضحايا التسونامي، كما تم تدمير العديد من المستوطنات على طول الساحل البيروتشيلي. وقد تراوح ارتفاع الموجات المدارية المتولدة محليًا إلى ما يقرب من 21 مترًا.
تأثرت السواحل في الدولتين المجاورتين بيرو وتشيلي بالتسونامي، حيث وصلت تأثيراتها على الأقل من تروخيلو إلى جزيرة تشيلوي، مما أسفر عن تدمير المستوطنات والأضرار البالغة بالممتلكات، خاصة في مدينة أريكا التي تعرضت لأكبر الأضرار المادية.
التسونامي المتولد في أريكا تأثر تأثيرًا جادًا بالسواحل المحيطة بالمحيط الهادئ، حيث استمر تأثيره لمدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام على الأقل. ورغم أن الزلزال وتسونامي أريكا سجلته ستة مقاييس المد البحري في سيدني وجزيرة كودياك وأستوريا وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وسان دييغو، إلا أنه من الصعب تحديد بداية وصول التسونامي بدقة عبر سجلات المقاييس، وبالتالي فإن البيانات المنشورة حول زمن سفر التسونامي لا تعتبر موثوقة.
يجدر بالذكر أن الزلزال كان مصحوبًا بعدد هائل من الهزات الارتدادية، وتأثرت جزر هاواي بوصول موجات التسونامي الناتجة عن الحادثة الأولى في حوالي الساعة 1:00 صباحًا بالتوقيت المحلي، ووصلت موجات الحادثة الثانية في الساعة 5:00 صباحًا في 14 أغسطس. كما وصلت موجات الحادثة الأولى إلى سان دييغو في تمام الساعة 2:00 صباحًا بالتوقيت المحلي في 14 أغسطس، وكانت أقصى ارتفاع مسجل للموجات 1.3 قدم في سان دييغو و 0.9 قدم في فورت بوينت بسان فرانسيسكو. بينما وصلت موجات الحادثة الثانية إلى جزيرة كودياك بولاية ألاسكا بين الساعة 10 صباحًا و 2 مساءً بالتوقيت المحلي في 14 أغسطس، ووصلت إلى أستوريا بولاية أوريغون حوالي الساعة 8 صباحًا بالتوقيت المحلي في 14 أغسطس.
من الجدير بالذكر أن الهزة الأرضية التي شعر بها أهالي أكابولكو في 12 أو 11 أغسطس عند الساعة الرابعة صباحًا المحلية، تبعتها صدمة أخف في الساعة 11:00، ويبدو أن التغيرات غير المعتادة في مد وجزر البحر التي لاحظت من الصباح حتى الساعة 8 مساءً يمكن أن تعزى إلى هذا الزلزال أيضًا. وقد شهدت تقلبات في مستوى سطح البحر بداية من تدفق المد ولكن في معظم الأماكن، خاصة تلك التي تبعد عن مصدر الهزة، لاحظ الجزء الأقوى من التدفق العائد أولاً.