في السادس عشر من يناير عام 1995، ضرب زلزال بلغت قوته 6.9 درجات على مقياس ريختر مدينة كوبي اليابانية، وذلك في تمام الساعة الثامنة وستة وأربعين دقيقة مساءً بالتوقيت المحلي. تعتبر كوبي واحدة من أبرز المدن في اليابان، وقد تضررت بشكل كبير جراء هذا الزلزال المدمر الذي أحدثته الصدمة الأرضية.
تأتي مواقع التسونامي في العديد من الأحيان كنتيجة لهزات أرضية مدمرة، وكان هذا الحادث الأليم لاستثناء من ذلك، إذ أثر الزلزال بشكل كبير على الساحل الياباني المطل على بحر اليابان. تسبب هذا الزلزال في إحداث أمواج مدّ عاتية أدت إلى دمار هائل في كوبي والمناطق المحيطة بها.
بالإضافة إلى الدمار المادي الهائل الذي لحق بالمباني والمنشآت في كوبي، فقد تكبدت المنطقة خسائر بشرية فادحة، حيث بلغ عدد الوفيات عدة آلاف من الأشخاص وتحطمت الآلاف من المنازل. كما أدى الزلزال إلى خسائر مالية تجاوزت الـ 25 مليون دولار، وهو مبلغ ضخم يعكس مدى الدمار الذي لحق بالمنطقة.
تعتبر هذه الكارثة الطبيعية واحدة من أكثر الكوارث تأثيراً في تاريخ اليابان الحديث، وقد خلفت آثاراً وخسائر مدمرة لا تُنسى على المستوى البشري والمادي. تجسدت روح الصمود والتكاتف في وجه الصعاب في جهود الإنقاذ وإعادة الإعمار التي شهدتها المنطقة بعد الكارثة، حيث عملت الحكومة اليابانية بالتعاون مع الجهات الدولية على تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين وإعادة بناء البنى التحتية المتضررة.
وتبقى هذه الكارثة تذكيراً بضرورة التأهب والاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية، وضرورة اتخاذ التدابير الوقائية والتعاون الدولي في سبيل حماية الحياة البشرية والممتلكات في مواجهة مثل هذه الظروف القاسية.