كارثة تسونامي كامانو هيد

في عام 1820، على جزيرة كامانو بولاية واشنطن الواقعة على الساحل الغربي لأمريكا الشمالية والوسطى، شهدت مأساة بليغة تمثلت في حدوث انهيار أرضي مدمر، أحدث موجة تسونامي قاتلة، وأسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. وفقًا للشهادات التاريخية، فقد تجلى الكارثة بوضوح مذهل من خلال شهود العيان والروايات الشفهية التي تُصور تفاصيل مأساوية للحدث الرهيب.

قبل شروق شمس صيفي في ذلك اليوم الأليم، هزت دويات الرعد قرى السكان الأصليين في المنطقة، محدثةً ضجيجًا هائلًا يُشبه الصوت الهائل للرعد، حيث أيقظت سكان جزيرة القبعة الشمالية وربما القرى الأخرى المحيطة بمنظر مرعب على بُعد. فكانوا يرقبون سحبًا هائلة تتصاعد بعيدًا في الأفق البعيد، وفجأة ظهرت شيئًا أسودًا يتقدم نحوهم، وكانت هذه المأساة تحمل موجة ضخمة من المياه العاتية.

الناس هرعوا نحو الأراضي العالية بينما كانت المياه تتقدم بسرعة هائلة، إلا أن العديد منهم لم يتمكنوا من الفرار، فالموجة الضخمة اجتاحت السواحل، محطمةً المنازل ومعسكرات العزوبية، ومطمرةً بأرواح العديد من الأبرياء. وقد شهدت الجزيرة الفاصلة بين كامانو وهات جزيرة حادثة خاصة بالأمسية الفظيعة، حيث غمرت المياه السد الرملي وحلقت فوقه، مما أسفر عن وفاة العديد من السكان والغرق الجماعي.

وبالرغم من أن الحسابات التاريخية تترك العديد من التساؤلات من دون إجابة، فإن الواقع الذي برز بوضوح هو أن الانهيار الأرضي الذي وقع على رأس كامانو، والذي حمل الأشجار الواقفة على الشاطئ، ودفن العديد من الأشخاص الذين كانوا يعيشون في أسفل الجرف. ورغم أن الحسابات لم تذكر اهتزازات الأرض، فإن ذلك يشير إلى أن الانهيار الأرضي لم يكن مرتبطًا بزلزال كبير.

تعتبر هذه الكارثة الناتجة عن الانهيار الأرضي في رأس كامانو أول حالة معروفة لانهيار أرضي في خليج بوجيت يولد موجة تسونامي كبيرة بما يكفي لتسبب خسائر بشرية كبيرة. وبالرغم من أن الأرقام التي ذكرها الشهود قد تكون مبالغ فيها، فإنه من المؤكد أن موجات البلح في رأس كامانو والطرف الشمالي لجزيرة القبعة كانت دائمًا تُعتبر أهم الأسرة في منطقة سنوهوميش. وبالتالي، فإن الحوادث قد تكون فعلاً قد خلفت خسائر فادحة، ربما حتى بعدد يصل إلى المئات، خاصةً في الجهة الشمالية من رأس الجزيرة نفسها التي لم يكن هناك لها مخرج.