في السادس من فبراير عام 2013، تعرضت جزر سانتا كروز في جزر سليمان لكارثة طبيعية هائلة بعد وقوع زلزال عنيف بلغت قوته 8.0 درجة على مقياس ريختر. هذا الزلزال الذي وقع في خليج سليمان أدى إلى تشكل موجة مد عملاقة، أو ما يُعرف بالتسونامي، بلغت ارتفاعها حتى 5 أقدام، حسبما أفاد مسؤول بالمستشفى المحلي. وبالرغم من أن الحصيلة النهائية للضحايا لم تُعلن بعد، إلّا أنه تم تأكيد وفاة خمسة أشخاص على الأقل، في حين يُخشى ارتفاع العدد مع فحص السلطات للعديد من المنازل المتضررة.
أفادت السلطات في جزر سليمان بأن موجتين بارتفاع 1.5 متر (أي ما يعادل 4 أقدام و 11 بوصة) ضربتا الجانب الغربي من جزيرة سانتا كروز، مما أسفر عن تضرر بين 70 و 80 منزلًا وممتلكات، وفقًا للسيد جورج هيرمينج، المتحدث باسم رئيس الوزراء. وقد اتجه العديد من قرويي سلسلة الجزر في جنوب المحيط الهادئ إلى المناطق الأعلى كإجراء احترازي.
تبع هذا الزلزال العنيف عدة هزات ارتدادية قوية تجاوزت قوتها الـ 5 درجات، مما دفع سكان العاصمة هونيارا إلى الفرار إلى المناطق الأعلى للحيلولة دون وقوع مصائب أخرى. وقد أثرت الموجة البحرية التي تبعت الزلزال على مياه الشرب والكهرباء، مما أجبر نحو 4000 شخص، بما في ذلك 20 موظفًا من منظمة “رؤية العالم”، على الانتقال إلى لاتا المركزية، على ارتفاع يبلغ حوالي 150 مترًا فوق مستوى سطح البحر، بحسب بيان بريدي أرسلته الوكالة المساعدة.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، فقد أدت الموجة البحرية إلى تدمير ما يقارب 588 منزلًا تمامًا وإتلاف 478 منزلا جزئيًا، مما أثر على 4509 شخص، أي ما يُقدّر بنسبة 37 في المائة من سكان جزيرة سانتا كروز. وتبلغ الأضرار الإجمالية المقدرة بين مليون إلى خمسة ملايين دولار.
وفي الفترة ما بين 19 و 23 فبراير 2013، تم إرسال فريق متعدد التخصصات لتقصي الهوية الدولي لدراسة ما بعد التسونامي إلى المنطقة لتوثيق الآثار الناجمة عن التسونامي وأعماق الفيضانات وارتفاعات الأمواج والمسافات المغمورة وترسيبات الرواسب والمرجان والتغييرات في مستوى الأرض وأنماط الأضرار على مختلف النطاقات، وأداء البنية التحتية الصناعية وتأثيرها على البيئة الطبيعية. وقد تم تغطية 30 موقعًا على 4 جزر: نديندو (سانتا كروز)، وتوموتو نوي (لورد هاو)، ونيا توموتو (تريفانيون، مالو)، وتيناكولا. وبلغ تأثير التسونامي ذروته في منوبوتي على الساحل الغربي الكثيف السكان على نديندو مع ارتفاع أقصى للتسونامي يزيد عن 11 مترًا وعمق تدفق محلي يتجاوز 7 أمتار فوق الأرض. وقد سُجل تغيير سريع في مستوى المياه بارتفاع إيجابي قدره متر واحد في رصيف لاتا داخل خليج غراسيوسا على جزيرة نديندو. ولاحظت الانهيارات الأرضية على جزيرة تيناكولا البركانية وعلى جزيرة نديندو.
إنّ هذه الكارثة الطبيعية لم تُسبب خسائر بشرية فحسب، بل أثّرت أيضًا على الهياكل الأساسية والبيئة الطبيعية للمنطقة المتضررة، مما يبرز أهمية البحث السريع والتقصي بعد حدوث الكوارث الطبيعية كتلك لتقديم الدعم والمساعدة بأسرع وقت ممكن وتقليل التأثيرات السلبية على السكان والبيئة.