في عام 1575، تعرضت جنوب تشيلي لكارثة مدمرة بسبب زلزال قوي بلغت قوته 8.5 درجة على مقياس ريختر، حيث تسبب هذا الزلزال في أضرار جسيمة ووفيات كثيرة في منطقة فالديفيا وأنغول ونويفا إمبريال والمناطق المحيطة بها، تقريباً من فياريكا حتى أوسورنو. وقد ظهرت شقوق كبيرة في الأرض وسجلت انهيارات أرضية، حيث تم تجميد جريان نهر يتدفق من بحيرة رينيو في الأجزاء العليا منه. استمر السد حتى أبريل من العام التالي، عندما ارتفع مستوى المياه في البحيرة بشكل كبير بفعل الأمطار المستمرة، مما أدى إلى انفجار السد وتسبب في دمار كبير في المنطقة الواقعة أسفل التيار. وقد لقي أكثر من 1200 من السكان الأصليين مصرعهم وفقد العديد من الماشية أيضًا.
شهدت منطقة فالديفيا تسونامي قوي بعد الزلزال، حيث تم توجيهه بقوة نحو النهر الذي يحمل نفس الاسم على بعد حوالي 25 كيلومترا في الجهة المقابلة لمصبه. استمرت الأرض في الاهتزاز لمدة ربع ساعة عندما جاءت المياه تدفقاً بقوة في اتجاه الأعلى للنهر، معكوسة تدفقه الطبيعي. وقد تسبب ارتفاع المياه في سقوط منازل وأعمدة واقتلاع الأشجار. غرقت سفينتان في هذا الميناء، حيث كانت راسية، بينما قالت تقارير أخرى إنها ارتطمت بالشاطئ. وبعد جريان المياه للخلف، كان للسكان وقت للفرار إلى أماكن أعلى. ولقي مصرع حوالي مئة صياد هندي قرب مصب نهر إمبيريال.
أما في خليج كونسيبسيون، فلم يسفر التسونامي عن أي أضرار. ولا توجد معلومات عن حدوث هذا التسونامي في مناطق أخرى.
وفي الساعة الثالثة بعد الظهر في فالديفيا، تم تسجيل الزلزال بقوة 8.5 درجة على مقياس ريختر، مما أسفر عن وفاة 1500 شخص، معظمهم جراء التسونامي.
تعد هذه الحادثة من الكوارث الطبيعية التي أحدثت دمارًا هائلًا وفاقت الخسائر المادية والبشرية العظيمة، مما يجعلها واحدة من أبرز الأحداث الجليلة في تاريخ تشيلي والمنطقة المحيطة بها.