في التاسع من مارس عام 1861، عاشت جزيرة سيموك في جنوب غرب سومطرة لحظات من الرعب الذي لا يُنسى، حيث هز زلزال بقوة سبع درجات على مقياس ريختر الأرض وأثار موجة تسونامي مدمرة. كانت هذه الجزيرة موطنًا لحوالي ألف شخص يعيشون في مئة وعشرين منزلاً، لكن الكارثة جلبت معها الدمار والموت. دمر الزلزال والتسونامي تسعة وتسعين منزلاً، وراح ثلاثة أرباع السكان ضحية لهذه الكارثة الهائلة.
لم تكتف الكارثة بالتسبب في الدمار والوفيات على جزيرة سيموك فحسب، بل شملت أيضًا سواحل جزيرة بولو تيلو حيث لحقت أضرارًا جسيمة جداً، بينما لم تتأثر مناطق أخرى من سواحل هذه الجزيرة بشكل كبير.
وتذبذبت مستويات سطح البحر بشكل كبير قبالة جزر بابانيريغ ولاكاو المجاورة، حيث فقد العديد من السكان حياتهم.
وفقًا لشهادة أحد الناجين من جزيرة بابانيريغ، جرفت موجة هائلة السكان الذين كانوا يفرون ساعين إلى النجاة، وفقد ٢٠٠ شخص من أصل ٢٨٠ كانوا يعيشون هناك. نجى البعض الآخر باللجوء إلى الغابات، علّها تكون ستارًا واقيًا. اصطدمت موجتان بالقرب من مكان اختبائهم، مخلفتين دمارًا هائلًا. وتمت سحب كتل صخرية ضخمة بعيدًا إلى الداخل بمسافة تتراوح بين ثلاثين إلى ستين مترًا.
إن هذه الواقعة المروعة لها مكانة خاصة في تاريخ الكوارث الطبيعية، حيث أدت الزلازل والتسوناميات إلى دمار هائل وفقدان حياة كبير في هذه المنطقة من العالم، مما يجعلنا نتأمل في جبروت الطبيعة وضعف البشر أمامها.