تاريخ 17 يوليو 2006، شهدت جنوب جزيرة جاوة في إندونيسيا حادثة طبيعية مروعة، حيث ضرب زلزال بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر المنطقة، مخلفاً موجة مد عملاقة تسونامي بأعلى ارتفاع يصل إلى 4.6 أمتار في منطقة ويدارابايونج، و3.6 أمتار في منطقة سيكيمبولان، و3.4 أمتار في منطقة بارانج كوسومو، و1.8 أمتار في منطقة بانجانداران.
أدت هذه الكارثة الطبيعية الرهيبة إلى وفاة 802 شخص، وإصابة 35,543 آخرين، بالإضافة إلى تسببها في أضرار مادية تقدر بحوالي 55 مليون دولار أمريكي. وقد تمثلت الخسائر البشرية في وفاة 413 شخص في منطقة تشياميس، وجرح 2,741 آخرين، مع اختفاء 15 شخصاً، وفي وفاة 62 شخصاً في منطقة تاسيكمالايا، وإصابة 6,124 آخرين، مع اختفاء شخصين، وفي وفاة 15 شخصاً وإصابة 244 آخرين في بانجار، وفي وفاة شخص واحد وإصابة 30 آخرين في غاروت، وفي وفاة 157 شخصاً وإصابة 104 آخرين، مع اختفاء 15 شخصاً في تشيلاتشاب، وفي وفاة 10 أشخاص وإصابة 22 آخرين، مع اختفاء 33 شخصاً في كيبومين، وفي وفاة شخص واحد في بانيوماس، وإصابة 3 أشخاص ومقتل 10 آخرين في جونونغ كيدول، وفي وفاة 3 أشخاص في بانتول. كما تسببت الموجة المد العاتية في تدمير أكثر من 1,540 مبنى، و176 قارباً، وتضرر العديد من الطرق في جاوا بارات، بالإضافة إلى تضرر 83 مبنى وتدمير 698 قارباً في جاوا تنغاه.
تتميز هذه الكارثة بأنها كانت “زلزالاً بطيئاً”، مما يعني أن الكسر حدث ببطء أكبر واستغرق وقتاً أطول من الزلازل العادية، وغالباً ما تحدث هذه الزلازل في عمق شديد وتنتج عنها تشوهات أكبر من الزلازل العادية، وبالتالي، فإنها أكثر احتمالاً لتحريك قاع البحر بشكل كبير وتوليد موجات تسونامي. ويمكن أن تكون قوة الزلازل البطيئة مقدرة بشكل أقل من التقديرات التقليدية لقوة الزلازل بسبب نقص الطاقة التي تشع في الترددات العالية نتيجة لبطء سرعة الكسر. وعلاوة على ذلك، قد تحدث أقوى تحرر للطاقة في الزلزال دقائق بعد الكسر الأولي وبالتالي قد لا يتم التقاطه بحساب القوة الأولية للزلزال.
وفي هذا السياق، فقد تم وصف هذا الحدث أيضًا بـ “زلزال تسونامي”، وهو زلزال يولد موجة تسونامي أكبر بكثير مما هو متوقع نتيجة لقوة الزلزال ذاتها. وتسبب الزلازل التسونامية غالباً في حدوث الزلازل البطيئة. وفقًا لتقرير من ReliefWeb، أعلن نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا في 19 يوليو أن حصيلة الضحايا قد بلغت 525 شخصًا مع اختفاء 273 آخرين، وكانت معظم الأضرار تتركز في مدينة بانجانداران، حيث تم إجلاء أكثر من 50,000 شخص.
تمتد موجة التسونامي الضخمة لأكثر من 250 كيلومترًا من ساحل جنوب جاوة، من محافظة غاروت في الغرب إلى محافظة يوجياكارتا في الشرق. وفي منطقة بانجانداران التي تعرضت للدمار بشكل كبير، تشير التقديرات الأولية إلى ارتفاع الموجات إلى ما بين 4 و 6 أمتار بناءً على شهادات الشهود العيان. وعلى طول الساحل الجنوبي الغربي لمنتزه بانجانداران الوطني، الذي يمتد لحوالي كيلومتر واحد نحو الجنوب، كانت الموجة التسونامية نسبياً صغيرة. ومن خلال مشاهد الشهود العيان لعلامات تتألف من خطوط من الرمال والأوراق، لم تبدو الموجة التسونامية عالية جداً – حوالي 1 إلى 2 متر. وتظهر قياسات ارتفاع الموجات على طول الساحل تغيرات متفاوتة تتراوح بين 1 و 8 أمتار عبر المنطقة. وذكر شهود العيان باستمرار وجود موجتين كبيرتين، الثانية منهما أكبر وتأتي بعد حوالي 10 إلى 20 دقيقة من الأولى. وكانت أكبر فقدان للأرواح في منطقة منتجع بانجانداران، حيث قتل أكثر من 200 شخص.