في السابع من نوفمبر عام 1837، عند الساعة الثامنة والخمس دقائق صباحًا بالتوقيت المحلي، هز زلزال عنيف منطقة فالديفيا وكاسترو وأنكود في تشيلي، محدثًا موجة تسونامي تسببت في دمار واسع النطاق. كان مركز الزلزال عند التقاء خط العرض 42.5 جنوبًا وخط الطول 74 غربًا، وكانت شدته 8.5 درجات على مقياس ريختر. في فالديفيا، كانت الأمواج العاتية قادرة على تدمير الممتلكات وإحداث خسائر بالغة، حيث تضررت المنازل بشكل كبير. كما تسببت التسونامي في إلحاق أضرار جسيمة بالبيئة البحرية، حيث قامت الأمواج بطرح كميات هائلة من الطحالب والرخويات على الشاطئ، بما في ذلك بعض الأنواع التي تعتمد عادة على الصخور. وفي أنكود، حدثت مد وجزر غير عادية في نهر بوديتو وفي مضيق يفصل جزيرة تشيلوي عن البر الرئيسي (دي كالبوكو)، حيث ارتفع منسوب المياه بشكل ملحوظ قبل أن يتدفق مرة أخرى نحو اليابسة بارتفاع قابل للملاحظة. وتقارير تشير إلى أن البحر في فالديفيا، بعد أن انسحب بسرعة، عاد بقوة إلى اليابسة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في منسوب المياه.
وفي هذا السياق، تشير التقارير إلى أن التسونامي الذي نجم عن هذا الزلزال تسبب في وقوع خسائر فادحة في جزر هاواي، حيث سُجلت حوالي 14 حالة وفاة في هيلو وحالتان في كاهولوي. وعلى الرغم من أن هناك تقارير تشير إلى دمار وفاة في منطقة كاو في هاواي، إلا أنها غير دقيقة وتشير إلى تسونامي وقع في أبريل عام 1868. كما أثر التسونامي على الجزر السامية وجزر تونغا واليابان، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية هناك. على الرغم من أن تقارير أشارت إلى عدم وقوع موجات تسونامي في تشيلي نفسها، إلا أن تأثير التسونامي كان واضحًا في المحيط الهادئ الجنوبي وعلى سواحل اليابان. وعلى الرغم من تقرير مونتيسوس دي بالور حول عدم وقوع ملاحظات حول موجات تسونامي في أمريكا الجنوبية، إلا أن الدمار في فالديفيا كان ناجمًا بشكل رئيسي عن الزلزال نفسه وليس التسونامي.
تلك الحادثة، التي لا يزال يتذكرها التاريخ بوضوح، تعكس قوة الطبيعة وتأثيرها الهائل على حياة البشر والبيئة. تظهر القصة الدرامية لهذا الزلزال والتسونامي كيف أن القوى الطبيعية قادرة على تحطيم أقوى الهياكل التي بناها البشر، وكيف أن البحر الذي يُعتبر مصدرًا للحياة يمكن أن يتحول إلى وحش غاضب يلقي بالدمار والخراب في طريقه. ومن خلال دراسة تلك الأحداث التاريخية، نستطيع أن نستوحي دروسًا هامة حول أهمية التوازن مع الطبيعة وضرورة الاستعداد والتأهب لمواجهة مثل هذه الكوارث في المستقبل.