في عام 1781، تعرضت منطقة تايتشونغ في تايوان لحدث مدمر ومأساوي للغاية، حيث هز زلزال قوي لم يكن معروفًا بعد أسبابه بدقة، مما أدى إلى وقوع موجة مد عملاقة قدر ارتفاعها بأكثر من 30 متراً. وفي لمح البصر، غمرت هذه الموجة المدمرة المنازل والممتلكات، وجرفت كل شيء في طريقها، محولة الحياة اليومية إلى كابوس حقيقي. كانت الأجواء هادئة وصافية في البداية، لكن فجأة تحولت البحر إلى مشهد مروع، حيث هبت الموجة العاتية وانحسرت بعدها، تاركة وراءها دمارًا هائلًا وألمًا لا يمكن وصفه بالكلمات. وفي هذا الحدث الرهيب، فقدت الحياة ما بين خمسين ألفًا وأكثر من ذلك من الأرواح البريئة، واندفعت المياه الضارية بقوة تجاه السواحل، مخلفة خلفها أثرًا مدمرًا وحزنًا يعصف بالقلوب.
باعتبارها واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في تاريخ تايوان، فإن هذه المأساة لم تكن مجرد كارثة بيئية، بل كانت أيضًا اختبارًا لقوة الإرادة والتكاتف الإنساني. فقد تعاون الناس سويًا لمواجهة هذه الكارثة الهائلة، حيث بذلوا قصارى جهدهم لمساعدة المتضررين وإنقاذ من يمكن إنقاذه. ورغم الخسائر الفادحة، إلا أن بذل الجهود المشتركة أدى إلى استعادة شيء من الأمل والإيمان بأنه في وجه الشدائد، تظهر أفضل مظاهر التضامن والإنسانية.
ومع أن الأحداث القديمة قد تكون غير واضحة دائمًا بالضبط، إلا أن الشهادات التاريخية تشير إلى أن هذا الحدث الرهيب في أبريل من عام 1781 كان له تأثير كبير ومدمر على السكان والمناطق الساحلية لتايوان، حيث اندلعت موجة المد المدمرة دون سابق إنذار، مما جعلها واحدة من أكثر اللحظات رعبًا وخوفًا في تاريخهم المعاصر.