في الثاني من يناير عام 1365، هز زلزالٌ مدمرٌ سواحل الجزائر بالقرب من البحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد في منطقة البحر الألبوراني، محطمًا تمامًا بلدة الجزائر العتيقة. لقد انهارت معظم أجزائها، وسُجلت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، حيث لقي العديد من الأشخاص حتفهم، وسيطرت عشائر البربر على المدينة بعد هذه الكارثة الهائلة.
شهدت المدينة بعد الزلزال موجة بحرية عاتية اجتاحت أجزاءً كبيرة منها، حيث ارتفعت مياه البحر بارتفاع يُقدر بأكثر من 2 متر. وفي الواقع، تمتد آثار هذه الموجة المدمرة إلى مدينة “باب الواد”، حيث غمرت المياه الساحل وأغرقت سكانها.
ومن الجدير بالذكر أن سجل الزلازل التاريخي يشير إلى وقوع حدثين لتسونامي ناجمين عن الزلازل في السواحل الجزائرية، أحدهما في الثاني من يناير عام 1365، والآخر في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1856 بالقرب من جيجل. ووفقًا لشهادات الشهود المعاصرين، فإن الحدث الأول أدى إلى ارتفاع موجة بحرية بلغ ارتفاعها 5 أمتار، ما تسبب في دمار سواحل الجزائر الغربية.
تلك اللحظات المروعة من التاريخ تذكرنا بقوة الطبيعة وجبروتها، فتظل عبر العصور تلك الكوارث التي تحمل في طياتها دروسًا تاريخية وإنسانية لا يمكن نسيانها.