في يوم السابع عشر من ديسمبر عام 1974، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران المدني، عندما تحطمت طائرة بوينغ B-727-231 تابعة لشركة الطيران “ترانس وورلد إيرلاينز”، في محيط بلدة بيريفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية، في رحلتها رقم 514، التي كانت تربط بين مدينتي كولومبوس وواشنطن العاصمة.
الطائرة كانت تقترب من مطار دالاس الدولي، حيث كانت تقوم بعملية هبوط عادية، إلا أن الأمور تبدلت بسرعة مروعة. فقد اقتربت الطائرة من الأرض بسرعة هائلة تقدر بحوالي 270 ميل في الساعة، واندفعت بقوة نحو التضاريس العالية في المنطقة.
وفيما بينما كانت الطائرة تقترب من المطار، فقد أخطأ طاقم الطائرة في قرارهم بالهبوط مبكراً، حيث قاموا بالنزول قبل أن تصل الطائرة إلى المقطع المخصص لعملية الهبوط. فقد تجاهل الطاقم الأعلى تضاريس مرتفعة كانت مسجلة على الخريطة الجوية المتبعة في الطريق، وواصلوا النزول دون أخذ ذلك بعين الاعتبار.
ومن بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذه الكارثة كانت عدم وضوح إجراءات التحكم الجوي، حيث تم إصدار تصريح بالهبوط والإقلاع عندما كانت الرحلة على بعد 44 ميلاً من المطار، على طريق غير منشور دون تحديد واضح للارتفاعات الدنيا المسموح بها.
وقد أظهر التحقيق في الحادث أيضاً أن الخرائط الجوية لم تكن واضحة بما يكفي في توضيح القيود الارتفاعية على المسار الرأسي لعملية الهبوط للمدرج رقم 12 في مطار دالاس الدولي.
تلك السلسلة من الأخطاء والتقصير في التخطيط واتخاذ القرارات الصحيحة أدت إلى فاجعة لا يمكن نسيانها، حيث لقي جميع من كانوا على متن الطائرة، والبالغ عددهم 92 شخصًا، حتفهم جراء هذا الحادث الأليم، دون أن يتبقى أي ناجٍ من بينهم.