في سادس يونيو عام 1943، كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر صباحًا بتوقيت الساحل الغربي لأوروبا، عندما وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية إيلامًا في تاريخ الطيران التجاري. كانت هذه الحادثة تحمل بين طياتها قصة مؤلمة، حيث كانت طائرة دوجلاس دي سي-3 تحمل رقم التسجيل G-AGBB تابعة لشركة الطيران البريطانية “الخطوط الجوية البريطانية الخارجية” تقوم برحلتها المعتادة من لشبونة بالبرتغال إلى لندن بالمملكة المتحدة، عبر سماء القارة الأوروبية.
كانت الطائرة تحمل على متنها 17 راكبًا، ولكن لم يكن للطاقم أو الركاب أدنى فرصة للبقاء على قيد الحياة، حيث تعرضت الطائرة لهجوم مفاجئ من قبل القوات الجوية الألمانية في سماء خليج البسكاي. كان آخر اتصال تلقته الطائرة يشير إلى أنها تتعرض لهجوم من طائرة عدو، ومن ثم فقد الاتصال تمامًا.
بقيت أطلال الطائرة وأرواح ركابها وطاقمها تحت مياه خليج البسكاي، حيث تحطمت واندثرت في الأعماق السحيقة، وسط عنف المواج الذي قد يبدو رمزًا للتضحية والفداء في هذه الظروف المأساوية. من بين الضحايا الذين فقدوا حياتهم في هذا الحادث الأليم كان الممثل البريطاني الشهير ليزلي هاورد، الذي كان في الأربعينات من عمره في ذلك الوقت، والذي اشتهر بأدواره المميزة في عدد من الأفلام والمسرحيات.
تمثل هذه الحادثة المروعة نقطة تحول مهمة في تاريخ الطيران التجاري، وأثارت موجة من الحزن والصدمة في الأوساط البريطانية والعالمية، حيث فقدت الطائرة والركاب وطاقمها في ذلك الحادث لن تُنسى أبدًا، وستظل رمزًا للتضحية والبذل في سبيل الحرية والنضال ضد الطغيان والظلم.