في الحادي والثلاثين من أكتوبر عام 1994، وعلى متن طائرة تابعة لشركة “American Eagle” رقم الرحلة 4184، والتي كانت تقوم برحلة بين مدينتي إنديانابوليس وشيكاغو، وهي من طراز ATR-72-212 وتحمل الرقم التسجيلي N401AM، وكانت تقل على متنها 68 راكبا، حدثت واحدة من أكثر الكوارث المروعة في تاريخ الطيران المدني.
كانت الطائرة في حالة انتظار في الجو وكانت تنحدر للوصول إلى ارتفاع جديد محدد عند 8,000 قدم، عندما تعرضت لانحراف وانقلاب غير مأمورين، مما أدى إلى تحطمها أثناء هبوط سريع. كان الطقس في ذلك الوقت يتسم بالتجمد وتشكل الجليد، وكانت تلك الظروف الجوية القاسية هي العامل الرئيسي وراء الحادث.
تبين أن تصميم حذاء تذويب الجليد كان غير كافٍ للتعامل مع التجمد على الأجنحة، حيث تجاوز تراكم الجليد المواصفات المعتمدة للطائرة، مما أدى إلى تغير مفاجئ في حركة مفصل الأجنحة بشكل غير متوقع، وهو ما حدث بعد تراكم جليدي تجاوز حدود الحذاء التذويبي أثناء تواجد الطائرة في حالة انتظار.
كانت الطائرة عرضة لفقدان السيطرة في هذه الظروف، ولم تتمكن الطاقم من استعادة السيطرة عليها، مما أدى إلى وقوع الكارثة. ومن بين العوامل المساهمة في الحادث كانت الإشراف غير الكافي من قبل الإدارة العامة الفرنسية للطيران المدني على طائرات ATR42 وATR 72، وفشلها في اتخاذ التدابير اللازمة لضمان الصلاحية المستمرة للطائرات في ظروف التجمد، وعدم تقديم معلومات الصلاحية بشكل موثوق به إلى الإدارة الفيدرالية للطيران المدني الأمريكية في الوقت المناسب والمستمدة من الحوادث السابقة لطائرات ATR في ظروف التجمد.
هذا الحادث ليس مجرد كارثة فقط، بل كان درسا مؤلما لصناعة الطيران حول أهمية التصميم الجيد والتدريب الجيد للطواقم وضرورة مراقبة الصلاحية والسلامة بشكل دقيق ومستمر. وبفضل التحقيقات الدقيقة التي أجريت بعد الحادث، تم اتخاذ تدابير هامة لتحسين سلامة الطيران والحد من حوادث التجمد في المستقبل.