في السادس عشر من يونيو عام 1948، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران، حيث شهدت جبال كارميل في ولاية بنسلفانيا الأمريكية حادث تحطم مروع لطائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز. كانت الطائرة رحلة رقم 624 التي كانت تقوم برحلة من مدينة شيكاغو إلى مدينة نيويورك.
الطائرة، من طراز دوغلاس دي سي-6، كانت مسجلة برقم NC37506 وكانت تقل على متنها 43 راكبًا. للأسف، لم ينج أحد من هذا الحادث المأساوي، حيث بلغت حصيلة الضحايا الفادحة 43 قتيلاً، بينما لم تكن هناك خسائر بين الأشخاص على الأرض.
تعود أسباب الحادث إلى نشوب حريق في حاوية البضائع على متن الطائرة أثناء الرحلة. حاول الطاقم التصدي للحريق باستخدام أجهزة إطفاء ثاني أكسيد الكربون، ولكن عندما قاموا بخفض أنف الطائرة للهبوط الطارئ، تجمع ثاني أكسيد الكربون في قمرة القيادة وأدى إلى اختناق أفراد الطاقم.
تصادفت الطائرة خطوط الكهرباء العالية أثناء سقوطها وانفجرت على جبل صخري، مما أدى إلى تفاقم الحادث وزيادة حجم الدمار. يُذكر أن الطائرة كانت تحمل اسم “ماين لاينر يوتاه”.
يثير الحادث تساؤلات حول السلامة في صناعة الطيران ومسؤولية الشركات المصنعة والسلطات التنظيمية. فقد كشفت التحقيقات عن أن شركة دوغلاس للطائرات كانت على علم بخطورة ثاني أكسيد الكربون بعد تعرض اثنين من مختبري الاختبار التابعين لها للاختناق تقريبًا خلال رحلات الاختبار. ومع ذلك، قامت الشركة بكتم التقارير ولم تبلغ الإدارة العامة للطيران المدني بشكل كاف، مما أدى إلى تقديم تحذير فقط في دليل الطيران بدلاً من اتخاذ إجراءات فعلية لضمان سلامة الركاب وطواقم الطائرة.
إلى جانب ذلك، يبرز الحادث أهمية تقديم تدابير أمنية إضافية وتطوير إجراءات طوارئ فعالة لتجنب وقوع كوارث مماثلة في المستقبل، وذلك من خلال تحسين تصميم الطائرات وتدريب الطواقم وتشديد الرقابة والمتابعة من قبل السلطات التنظيمية المختصة.
بعد هذا الحادث المأساوي، شددت السلطات الجوية على ضرورة الامتثال للمعايير الصارمة في مجال السلامة الجوية، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة الركاب وطواقم الطائرة في جميع الظروف والمواقف.