في الرابع عشر من مارس عام 1957، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الملاحة الجوية، حيث شهدت مدينة مانشستر في إنجلترا حادث تحطم مروع لطائرة تابعة لشركة الطيران الأوروبية البريطانية (British European Airways). الطائرة، التي كانت من طراز “فيكرز فيسكاونت 701” (Vickers Viscount 701)، كانت في رحلة من أمستردام إلى مانشستر.
بعد أن كانت الرحلة تسير بشكل عادي وكانت تستعد للهبوط في مطار مانشستر، حدثت مأساة غير متوقعة. فجأة، بدأت الطائرة في التحول باتجاه اليمين والميلان، لتصطدم في النهاية بمنازل في المنطقة المحيطة بالمطار. وكانت نتيجة هذا الحادث الرهيب وفاة جميع الركاب العشرين الذين كانوا على متن الطائرة، بالإضافة إلى وفاة شخصين على الأرض.
تبيّن لاحقًا أن سبب هذا الحادث الفظيع كانت مشكلة فنية خطيرة في الطائرة، حيث تمثلت في تمزق مسمار بقطر 9/16 إنش على الجناح الأيمن بسبب التعب، مما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة. هذا الخلل الفني، الذي لم يكن متوقعًا، أدى إلى وقوع الكارثة.
يظهر هذا الحادث الأليم بوضوح أهمية الصيانة الدورية والفحوصات الفنية الدقيقة للطائرات، حيث يمكن لأدنى خلل فني أن يؤدي إلى نتائج كارثية لا قدر الله. وقد أدى هذا الحادث المأساوي إلى تشديد الإجراءات الأمنية والفحص لضمان سلامة الطائرات وركابها في المستقبل.