في الخامس من نوفمبر عام 1996، شهدت منطقة إيفرغليدز في ميامي، فلوريدا، حادثًا مأساويًا أثر بشكل كبير على صناعة الطيران وألقى بظلاله القاتمة على عائلات وأصدقاء الضحايا. كانت طائرة تابعة لشركة “فالوجيت”، الرحلة رقم 592، تقوم برحلة من ميامي إلى أتلانتا، على متنها 110 راكبًا وطاقم الطائرة.
وقد كانت الرحلة تجري بوتيرة طبيعية حتى أن الطاقم بلغ عن وقوع حريق ودخان في المقصورة وقسم القيادة، وذلك بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة. اتضح فيما بعد أن الحريق الذي اندلع كان نتيجة تنشيط أحد مولدات الأكسجين في حيز الشحن الأمامي للطائرة. وكانت تلك المولدات غير مطابقة للمعايير، وكانت موجودة بتسميات غير صحيحة، وكذلك كانت تفتقر إلى الأغطية الأمنية، وكان من الممنوع نقلها على متن رحلة للركاب.
فشلت محاولات السيطرة على الحريق والوضع تدهور سريعًا، مما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة، وقد يكون السبب في ذلك فشل في نظام التحكم في الطيران أو عجز طاقم الطائرة بسبب الحرارة الشديدة والدخان الكثيف.
تعتبر هذه الكارثة واحدة من أكبر حوادث الطيران في تاريخ الولايات المتحدة من حيث عدد الضحايا، حيث لقي جميع من كانوا على متن الطائرة مصرعهم، بلغ عددهم 110 شخصًا، بينهم الكابتن كاندي كوبيك، أول قائدة طيران تجارية أمريكية تلقت هذا المصير الأليم. وكان من بين الضحايا أيضًا رودني كالفر، لاعب كرة القدم السابق في فريق سان دييغو تشارجرز، وزوجته، إلى جانب الفنان والمغني والشاعر والملحن والموسيقي والمؤلف والمنتج والمهندس الصوتي الأمريكي، والتر هيات.
كانت هذه الكارثة دافعًا لاتخاذ إجراءات صارمة لتحسين سلامة الطيران، بما في ذلك تقديم مزيد من الضوابط والتدابير الأمنية لضمان تجنب حوادث مماثلة في المستقبل. ومن المهم أن نتذكر هذه الحوادث القاتمة لتعزيز التوعية بأهمية السلامة في صناعة الطيران وضرورة الالتزام بأعلى معايير الجودة والأمان.