في يوم الثاني والعشرين من ديسمبر عام 1988، شهد العالم حادثة جوية مروعة ومأساوية وقعت في منطقة لوكربي بأسكتلندا، حيث اختفت طائرة الرحلة رقم 103 التابعة لشركة بان أمريكان وورلد إير وهي في طريقها من مطار هيثرو في لندن إلى مدينة نيويورك. كانت الطائرة من طراز بوينغ B-747-121A، وكانت مسجلة برقم التسجيل N739PA، وكانت تحمل 259 راكبا على متنها، بالإضافة إلى طاقم الطائرة.
وقد كانت الطائرة في ارتفاع FL 310 عندما فقدت الاتصال برادار المراقبة الجوية، وبعد وقت قصير من تحقيقها للارتفاع، قامت الطائرة بتفكيكها وانقسمت إلى أجزاء رئيسية، حيث سقطت هذه الأجزاء في مدينة لوكربي. وقد كانت الأسباب وراء هذا التفكيك الهائل هو انفجار قنبلة تم زرعها في منطقة الشحن الأمامية للطائرة، والتي تم تنفيذها عمل إرهابي نفذته جماعة متطرفة.
تبين فيما بعد أن الانفجار الذي حدث كان نتيجة لزرع جهاز متفجر في منطقة الشحن الأمامية من الطائرة، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها، بالإضافة إلى مقتل 11 شخصًا على الأرض جراء الأضرار الناجمة عن حطام الطائرة.
من بين الضحايا كان الموسيقي بول جيفريس، الذي كان يعتبر من أعضاء فرقة الروك الشهيرة “The Clash”. كما كان للطائرة اسمًا يعكس روعتها وأهميتها، حيث كانت تُعرف بـ “Clipper Maid of the Seas”.
تلك الحادثة لا تزال تعتبر واحدة من أكبر الكوارث الجوية وأكثرها دموية في تاريخ الطيران المدني، ولها تأثيراتها البالغة على سياسات الطيران وإجراءات الأمن في جميع أنحاء العالم، حيث أدت إلى زيادة الاهتمام بأمن الطيران وتشديد الإجراءات الأمنية في المطارات وعلى متن الطائرات.