في الحادي والثلاثين من يناير عام 1951، كانت آيسلندا تشهد واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخها، حيث اندفعت طائرة من طراز دوغلاس دي سي-3، تابعة لشركة آيسلاندير، برحلة من جزيرة فيستماناير – وهي جزيرة تقع جنوب آيسلندا – إلى العاصمة ريكيافيك. وبالرغم من أن مسار الرحلة كان معروفًا وقصيرًا، إلا أن الظروف الجوية السيئة وتساقط الثلوج كانت سببًا في وقوع الكارثة.
عندما حاولت الطائرة الهبوط في مطار ريكيافيك، واجهت صعوبات كبيرة بسبب عدم رؤية أنوار المدرج في الثلوج الكثيفة، مما دفع بالطاقم إلى إلغاء المحاولة الأولى للهبوط. وبالرغم من هذه المصاعب، قرر الطاقم المحاولة مرة أخرى للهبوط، إلا أنهم فقدوا الاتصال بالطائرة خلال هذه المحاولة الثانية.
وفي النهاية، انحرفت الطائرة عن مسارها واصطدمت بالبحر على بعد حوالي 2.5 ميلاً شمال المطار، ما أسفر عن وفاة جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 20 شخصًا. ولم يكتف الحادث بذلك، بل ازدادت الأمور سوءًا حين عُثر على حطام الطائرة في المحيط على بعد حوالي 10 أميال من المطار.
تلك الكارثة أسفرت عن فقدان أرواح بريئة، وأثارت حزنًا عميقًا في قلوب الناس في آيسلندا وخارجها. وتظل هذه الحادثة تذكيرًا مأساويًا بأهمية توخي الحذر واتخاذ القرارات الصائبة في ظل الظروف الجوية الصعبة، فضلاً عن ضرورة تعزيز معايير السلامة في صناعة الطيران لضمان حماية الركاب وأفراد الطاقم في جميع الظروف.