في مايو 1782، وقعت واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ تايوان، حيث تعرضت الجزيرة بأكملها لهزة أرضية مدمرة مرفقة بأمواج تسونامي ضخمة، مما أسفر عن دمار هائل وفاجعة لا مثيل لها. تأثرت جميع أنحاء جزيرة تايوان بالهزة الأرضية، والتي كانت مصحوبة بأمواج تسونامي تجتاح سواحل الجزيرة في اتجاه شرقي – غربي. تسببت الأمواج في فيضان شبه جزيرة بأكملها على مسافة تزيد عن 120 كيلومتراً، حيث اجتاحت المياه تقريباً كل مكان لمدة تزيد عن 8 ساعات.
تسببت الهزة الأرضية والتسونامي في تدمير ثلاثة مدن رئيسية على الجزيرة و20 قرية، حيث أصبحت المباني عبارة عن أنقاض، ولم يبقَ أحد على قيد الحياة. لقي أكثر من 40 ألف شخص حتفهم، وغرقت العديد من السفن أو تحطمت. تشير التقارير إلى أن الموجة العاتية غمرت القرى وغرقت العديد من الأشخاص.
تشير التقارير إلى أن مدن تايوان الرئيسية و20 قرية تعرضت أولاً للدمار بسبب الهزة الأرضية، ثم جاءت التسونامي لتكمل الخراب. لم يتبقَ أي بنية سكنية سليمة، وكان منظر الجزيرة بعد المأساة وكأنها خراب ودمار. فيما بعد، شهدت الجزيرة تغيرات جيولوجية جذرية، حيث شكلت الخلجان والجروف الجديدة في المناطق التي تم غمرها بالمياه.
تتناقض بعض التقارير بشأن تاريخ الكارثة وسببها، حيث يُشير بعضها إلى أن الهزة الأرضية والتسونامي قد تزامنت مع ثوران بركاني. كما تظهر بعض التقارير الشكوك حول صحة الحدث نفسه، إذ يشير بعضها إلى عدم ذكر الحادث في أي من الأدبيات الصينية، مما يثير الشكوك حول مدى صحته وتأثيره الفعلي على المنطقة في ذلك الوقت.
من الواضح أن الكارثة التي حلت بتايوان في مايو 1782 كانت واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الجزيرة، حيث خلفت دماراً هائلاً وخسائر بشرية فادحة، مما يجعلها حدثاً لا يُنسى ولا يُستهان به في تاريخ الجزيرة والمنطقة المحيطة بها.