في عام 1883، في السابع والعشرين من شهر أغسطس، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية دموية ودماراً في التاريخ الحديث، وذلك عندما ثار بركان كراكاتوا بقوة هائلة في مضيق سوندا بإندونيسيا. كانت هذه الثورانات المدمرة مصحوبة بموجات مد عاتية جداً من تسونامي أدت إلى تدمير كبير على طول السواحل المحيطة، مما أسفر عن فقدان الآف الأرواح وخسائر مادية جسيمة.
كانت بداية الكارثة في تمام الساعة الثانية والخمس وخمسين دقيقة من فجر ذلك اليوم الأليم. بركان كراكاتوا بدأ ينفجر بعنف، مما أدى إلى اندفاع الحمم البركانية والرماد والغازات الساخنة بقوة نحو السماء. بلغت أعلى نقطة لارتفاع المياه نحو 30 مترًا على شواطئ مضيق سوندا، و4 أمتار على الساحل الجنوبي لجزيرة سومطرة، وبلغت 2-2 1/2 متر على السواحل الشمالية والجنوبية لجزيرة جاوة. ولم يكتف الدمار بإندونيسيا فقط، بل وصلت موجات التسونامي الهائلة إلى المحيط الهادئ حتى جنوب أمريكا، حيث بلغ ارتفاع المياه 1/2-1 متر. في هذا الحدث الرهيب، فقد حياة حوالي 36,000 شخص في إندونيسيا وحدها.
تميزت هذه الكارثة بالكوارث البركانية السابقة، حيث سبقت الانفجارات الرئيسية بانفجارات أقل قوة في الـ 26 من أغسطس، تلتها انفجارات أخرى في الـ 27 من نفس الشهر قبل الثوران الرئيسي، مما أدى إلى تكوين موجات تسونامي أقل شدة.
تعتبر هذه الكارثة البركانية والتسونامي الناتج عنها من أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها البشرية، حيث بلغت الأضرار مستويات هائلة جداً، تقدر بنحو 25 مليون دولار أمريكي أو أكثر، وتم تدمير أعداد ضخمة من المنازل والبنى التحتية، وفقدت أعداد هائلة من الأرواح، حيث بلغ عدد الوفيات أكثر من 1001 شخص.
ويعكس الوصف المرفق للحدث الرهيب الدموي أهمية وشدة ما حدث، حيث يصف تأثير الثوران بالدمار الهائل والأضرار الجسيمة التي لحقت بالمناطق المحيطة، مع توثيق المعلومات المتعلقة بالتسونامي وارتفاع الموجات وأماكن الوصول والأضرار والخسائر بشكل مفصل.
في النهاية، يظهر هذا الحدث كنقطة تحول مأساوية في تاريخ البشرية، ويذكرنا بقوة الطبيعة وهشاشة وجودنا أمام قواها الجارفة.