في عام 1638، ارتبطت سلسلة من الأحداث الطبيعية المأساوية ببركان “راونج”، الواقع في جزيرة جاوة في إندونيسيا. يُصنف بركان راونج ضمن فئة البراكين الاستراتوفولكانية، والتي تتميز بطبقاتها البركانية المتعددة والتي تشكل جسمًا بركانيًا ضخمًا. تعتبر هذه الفئة من البراكين من بين الأكثر نشاطًا وقدرة على إحداث تأثيرات هائلة على البيئة المحيطة بها.
توجد جافة جاوة، حيث يقع بركان راونج، في إحدى المناطق الأكثر استوطنًا في إندونيسيا، مما زاد من حجم الكارثة الناتجة عن ثورانه. في ذلك الوقت، شهد العالم هذا الحدث الطبيعي الذي أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح وتأثيرات وخيمة على البنية التحتية والمجتمع المحلي.
بركان راونج يُصنف بفئة البراكين ذات الرقم الأربعة (VEI 4)، وهو مستوى يشير إلى قوة الانفجار والتأثير الذي قد يكون له على البيئة والحياة البشرية. كما تشير التقارير إلى أن الانفجار تسبب في مقتل أكثر من ألف شخص، جراء الأمواج الحارة والحمم البركانية التي اجتاحت المنطقة المحيطة بالبركان.
تُصنف هذه الكارثة بفئة 4.0 من حيث الوفيات، وتُظهر الأرقام أن معظم الوفيات كانت نتيجة للاحتراق والتسمم بالغازات السامة التي أطلقتها الثورة البركانية. كما أسفرت الكارثة أيضًا عن تدمير هائل للبيوت والبنية التحتية، مما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة، وتقديرات تشير إلى أن الأضرار قد تجاوزت المليون دولار.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذا الحدث لم يقتصر فقط على الوفيات والدمار المباشر، بل كان له أيضًا تأثيرات طويلة الأمد على البيئة المحيطة، مثل تغييرات في التضاريس والتربة والمناخ. كما أنه ترك أثرًا عميقًا في ذاكرة السكان المحليين، مما يجعله حدثًا تاريخيًا مأساويًا يتم تذكيرنا به حتى اليوم.