في العام 1953، ارتبطت تلك اللحظة بحدث طبيعي هائل على وجه الأرض، حيث انبثقت براكين الروابيهو في نيوزيلندا إلى الحياة. تاريخ 24 ديسمبر شهد ميلاد هذا العملاق الذي يُعرف باسم روابيهو، الواقع في الطائفة الوسطى للجزيرة الشمالية لنيوزيلندا. يتمتع هذا البركان بإحداثية جغرافية تمتد على خط طول 175.57 وخط عرض -39.28، ويرتفع بارتفاع يبلغ 2797 مترًا فوق سطح البحر.
ويتميز روابيهو بأنه بركان من النوع الاستراتوفولكاني، مما يعني أنه يتميز بتكويناته الجيولوجية المعقدة والتي تنشأ نتيجة لتكون الصخور البركانية المتعاقبة. يُصنف هذا البركان كواحد من البراكين الرئيسية في نيوزيلندا والتي تحمل واجهته الشمالية الشرقية الشاهقة.
في ذلك الحدث المدمر، سُجلت مستويات عالية من النشاط البركاني، مما أدى إلى إطلاق كميات هائلة من الحمم والرماد. وقد تسبب هذا الانفجار البركاني في وقوع كارثة طبيعية لا تُنسى، حيث سُجلت وفاة 151 شخصًا جراء الحدث، وتعتبر هذه الحالة من بين أشد الكوارث البركانية التي شهدتها نيوزيلندا على مر العصور.
تجاوزت التداولات المدمرة الحدود المادية، مع تسجيل أضرار هائلة بلغت قيمتها مليوني دولار، مما أثر بشكل كبير على الهيكل الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة المحيطة. كما تضررت العديد من المنازل والممتلكات العامة والخاصة جراء تأثيرات هذا الانفجار البركاني الضخم.
إن مأساة هذا الحدث لا تقتصر فقط على الخسائر البشرية والمادية، بل تتسم بأبعاد بيئية هائلة، حيث تأثرت التضاريس المحلية والنظم البيئية بشكل لا رجعة فيه. يظل هذا البركان، الذي انبثق في ذلك اليوم المظلم، علامة دائمة على هشاشة وجمال الطبيعة، وتذكير حي لقوة العواصف الداخلية التي قد تنفجر في أعماق الأرض وتحدث تأثيرات واسعة النطاق على حياة البشر والبيئة.