في عام 1937، في الثامن والعشرين من شهر مايو، شهدت منطقة راباول في بابوا غينيا الجديدة حدثًا طبيعيًا مدمرًا من تفجير بركاني، حيث ثار بركاناً يحمل اسمي “رالوان” و “تاورور” في خليج بلانش. وقد ترافقت هذه الثورة البركانية بتذبذبات في مستوى المياه في الخليج، حيث وقع الزلزال الأول في الثامن والعشرين من مايو في حوالي الساعة 13:20. وفي تمام الساعة 14:00، انحسرت المياه في ميناء راباول بشكل هادئ عن الشاطئ بحوالي 90 متر ثم عادت إلى حدودها المعتادة. وفي جزيرة رالوان، انحسرت المياه ببطء أيضًا، ثم غمرت الشاطئ بمسافة 140 متراً ما وراء خط مستوى المد الأعلى، قبل أن تعود إلى علامتها المعتادة، مما ترك العديد من الأسماك على الشاطئ. وفي خليج كيرافيا، في تمام الساعة 13:30، غمرت المياه الطريق، حيث ارتفعت 1.5-2 متر فوق المستوى المعتاد.
وفي اليوم التالي، في الساعة 5:30، شعر الناس في راباول بصدمة جديدة. وبين الساعة 8:00 و 9:00، لوحظ ارتفاع في جزيرة كالوان. وفي الساعة 11:00، لوحظ أن الشعاب الصخرية جنوب جزيرة ماتوبي أصبحت مكشوفة، وهذا لم يحدث من قبل. وفي تمام الساعة 13:10، أصبحت المياه قبالة الساحل الغربي لجزيرة رالوان عاصفة وعكرة. وفي نفس الوقت تقريباً، جفت الشعاب هنا؛ حيث كانت الشعاب مخفية تحت الماء في تمام الساعة 13:15، ولكنها عادت إلى السطح مرة أخرى في تمام الساعة 13:20. وخلال النهار، جمع العديد من السكان الأسماك على الشعاب، وتوفي حوالي 20 شخصًا من هؤلاء الأشخاص خلال الانفجار.
وبدأ ثوران البركان في تمام الساعة 16:15، حيث بدأت الجزيرة والأجزاء المجاورة من القاع في الارتفاع بسرعة؛ حيث بدأت الجزر الصغيرة في الممر في النمو والاندماج، وسرعان ما تشكلت شريطة واسعة بين الجزيرة والبر الرئيسي. ثم انفجر البركان، وارتفعت عمود أسود من الرماد والبخار بعرض 9 أمتار وارتفاع 12 مترًا في الهواء. ونما العمود مع كل انفجار ليصل إلى ارتفاع 3 كيلومترات. وطائف من اللهب بحجم غرفة أو أصغر ارتفعت إلى ارتفاع 1.5 كيلومتر ثم سقطت إلى الأرض أو إلى الماء بضجيج صاخب. ولم تكن هناك تدفقات للحمم. بدأ ثوران بركان تاورور في 30 مايو، بعد الساعة 13:00. واستمر الثوران حتى صباح اليوم التالي؛ حيث تم طرح حوالي 2،300،000 متر مكعب من المواد. وترسبت أيضا إلى الشمال الغربي من البركان، وهي المنطقة التي تقع فيها راباول، حيث بلغت سماكة طبقة الرماد عدة سنتيمترات.
وخلال الانفجارات الأولى لبركان رالوان، توقفت الهزات الأرضية بشكل كبير. وكانت المياه بالقرب من جزيرة رالوان مضطربة بشكل ملحوظ. في راباول، انحسرت المياه 45 متراً عدة مرات، ثم عادت إلى الحد الأعلى للمد العالي، وانحسرت مرة أخرى. ثم كان الثوران تقريبًا مستمرًا لمدة 3 ساعات، لكن لم تكن هناك تذبذبات ملحوظة في المستوى.
وبدأ الثوران في التناوب بين الانفجارات وفترات الهدوء النسبي ابتداءً من الساعة 19:00. وكان من الملاحظ بالضبط، خلال مثل هذه الفترة من الهدوء وقبل الساعة 21:00، أي قبل أن يرتفع حافة الفوهة الجديدة للبركان تمامًا فوق الماء، أن تم ملاحظة تذبذبات كبيرة في مستوى المياه في الميناء. مرت أربع إلى خمس دقائق بين الارتفاع والانخفاض في المياه. كانت قامة موجات على الأقل ثلاثة منها 2-2.5 متر فوق وتحت متوسط مستوى المياه. وتم سحب سفينة صغيرة جداً إلى رصيف صغير بواسطة الموجة ثم سحبت إلى أعماق الخليج مع الرصيف. وتعطلت عدة قوارب، وغرقت واحدة أو اثنتان. وفيما بعد، تناقصت على ما يبدو التذبذبات، لكن نطاقها كان لا يزال 1/2 متر في ساعات الصباح الأولى في اليوم الثلاثين.
وخلال الثوران، لقي أكثر من 500 شخص مصرعهم، بما في ذلك الغرقى.