في يوم الثامن من يوليو من عام 1895، اجتاحت مأساة الطبيعة بلدة بيجون في نيوزيلندا، محطمة كل شيء في طريقها ومخلفة وراءها خراباً وخوفاً لا يُصدق. كانت الساعة تشير إلى السادسة مساءً، حيث بدأت انهيارات أرضية غير مسبوقة تتحرك من تلال محيطة بهذه البلدة الهادئة نحو البحر بقوة هائلة، كأنها تحاول تدمير كل ما يعيش عليه السكان.
كان الجو عاصفاً وشديد الانقطاعات، ولكن حجم الكارثة التي حلت ببيجون لم يكن له مثيل. في هذا اليوم المشؤوم، انزلقت كتلة هائلة من الأرض من قمة أحد التلال بالقرب من خليج هولمز في بيجون، وتحركت بسرعة نحو المياه الهادئة للخليج، دافعة أمامها كل شيء في طريقها كالعواصف الجارفة. بما في ذلك الأشجار، والأسوار، والمزارع، والطرق، لم يكن هناك أي شيء يمكن أن يقف في وجه هذه القوة الطبيعية المدمرة.
بمجرد وصولها إلى المياه، أطلقت هذه الكتلة الضخمة من الأرض موجة ضخمة، تعبر الخليج بقوة هائلة، لتجتاح كل شيء في طريقها. عبرت الموجة المرتفعة بيجون بأكملها، مما تسبب في غمر الطرق والمزارع والمنازل، وإثارة الرعب بين سكان المنطقة.
وصفت صحيفة “ذا ستار” في كريستشيرش الحادثة بأنها “كارثة لا مثيل لها”، حيث ألقت بالصخور العملاقة التي تزن 90 كيلوجرامًا على الطرقات، وقطعت الأسوار والأشجار كالسيف الحاد. وبمجرد وصولها إلى الميناء، جرفت الموجة العاتية على مرفأ الميناء، محطمة كل شيء في طريقها، وصولاً إلى البستان المجاور لمنزل أحد السكان.
لم يتم الحصول على أرقام دقيقة حول حجم الخسائر البشرية أو المادية، لكن الشهود ووصف الصحف يشير إلى دمار شامل وخوف شديد بين السكان. حتى الآن، يبذل السكان قصارى جهدهم لإعادة بناء ما تسببت به هذه الكارثة الرهيبة، ولا يزالون يعيشون في ظل ذكرى هذا اليوم المشؤوم الذي غمرته الكوارث الطبيعية.