في أعماق البحار، وعلى متن سفينة ضخمة تتراقص على أمواج البحر، ينطلق الحديث عن حكاية منتهكة في خطبة السفينة. إنها سفينة فاخرة، تحمل في طياتها 50 غرفة للضيوف، وغرفة واحدة مخصصة للعروس. تعبر هذه السفينة حدود بين البر والبحر، تتنقل فوق أمواج البحر وتحت أمواج الرياح، وفي كل مرة تتقلب وتتحول كل 60 دقيقة من الزمن.
الناس الذين يعيشون في هذه السفينة يشعرون بفرحة لا مثيل لها في اللحظة الأولى من تلك الدورة، ولكنها لا تدوم طويلاً. تنقضي الرياح وتتلاشى الأمواج بعد سماع صوت حكيم يعلن عن لحظة استقبال العروسين. ينقسم الوقت بين الفرح والحزن، بين تقلبات الأمواج وانقضاض الرياح.
في إحدى هذه اللحظات، وبينما يتم التحضير لكتابة عقد الزواج، تتراجع العروس وتنغمس في حالة من التأمل. ينكسر السكون بدموع تتساقط من عيونها كأمواج البحر الهائج. يتدخل العريس برفق، يستخدم منديله لمسح دموع العروس، وفي لحظة هادئة ينطلق بصوت هامس يصل إلى قلبها وإلى قلب الله.
في تلك اللحظة، تتبسم العروس وتستعيد سعادتها. يتابع الحكيم كتابة عقد الزواج، وتزيد أضواء السفينة الكبيرة وضوحًا، وتمتزج الموسيقى الشعبية مع فرحة الضيوف الذين يبدأون في الرقص.
ومع اقتراب منتصف الليل، وفي جو العشاء، يحدث كارثة لا تتوقعها أحد. تتكسر جل السفينة من تحت البحر، ولكن الجميع خارج السفينة يظلون على غفلة. يظهر الفزع على وجوه الموظفين، والضيوف يشعرون بالخوف يتسلل إلى قلوبهم. في لحظة مصيرية، يخرج العريس والعروس من حجرتهما، وبعد لحظات من الاندماج في لحظاتهما الخاصة، ينطلق العريس بكلمات تبقى خالدة: “اليوم هو يومنا، وأعلم أن الجميع سيموت اليوم غرقًا، ولكن أقدم لكم نصيحة للغد.”
تنقلب الأحداث وتتسارع، لتكون نهاية الحفل الزفاف هي بداية لحظات الرعب. تغرق السفينة وتغيب عنها آخر أنفاس الحياة. يتصارع الجميع مع الموت حتى اللحظة الأخيرة. ينقلب الفرح إلى حزن، والضحكات تتحول إلى صرخات. وفيما يبدو أن الحرارة الموت تكون أشد على الباقين، يظل شخص وحيد يروي هذه الحكاية المأساوية التي وصلت إليكم. ينقل الحكيم نهاية المأساة بنبرة حزينة، وفي ختامه يبث حكمة الحياة: “لا تحضروا عرسًا حيث تبكي العروس، فقد تكون نهايتكم كنهاية أصحاب السفينة.”
المزيد من المعلومات
بينما كانت السفينة تغرق ببطء، تتسارع وتتشابك الأحداث على متنها. يتوقف الحكيم عن كتابة العقد وينقلب الفرح إلى حزن، حيث يُصدَم الضيوف بالواقع المرير الذي يتجلى أمامهم. السفينة الضخمة تنقسم إلى نصفين، والماء يتسرب بسرعة غير متوقعة، يأتي الخطر من كل جهة، والناس يصارعون من أجل البقاء.
الموسيقى الصاخبة تتوقف فجأة، وتسود الهمس والصرخات. الأنوار الساطعة تتلاشى تدريجيًا في ظلام الليل، ويصبح الصوت المتزايد للمياه يغلب على أي صوت آخر. يندلع الفوضى، والناس يبحثون عن وسيلة للنجاة، ولكن الظروف تجعل من الصعب عليهم العثور على مخرج.
يأتي العريس والعروس إلى الواجهة، يتأملان الفوضى من حولهما، وفي لحظة من الوعي يدرك العريس حقيقة الكارثة. يشارك الجميع نظرته الحكيمة حينما يعلن بجرأة عن نهاية الحفل وبداية معاناة الجميع. يتحول الفرح إلى حزن عميق، وتختلط الأفراح بالدموع.
بينما تتكشف الكوارث، يصارع الناس الموت بشكل يائس، وتتعاظم حدة الرعب. في لحظات الفزع الأخيرة، يظل العريس وحده يروي القصة، يشدد على خطورة حضور العروس التي تبكي، وينصح بالابتعاد عن الأعراس التي تحمل في طياتها مآسٍ.
وبينما تغمر المياه السفينة ويختنق الناس بأنفاسهم الأخيرة، يظل هذا الشاهد الوحيد ينقل الدروس والحكمة. يختم السرد بتذكيرنا بأن الحياة قد تحمل في طياتها ألوانًا مختلفة، وأن اختياراتنا يمكن أن تحدد مصيرنا.