تعودنا في تاريخ الطيران على سرد القصص المأساوية والحوادث التي شكلت دروسًا مهمة لصناعة الطيران على مر الزمان. في الثاني والعشرين من أبريل عام 1927، وفي موقع يطلق عليه اسم “فلوه” في ألمانيا، تشهد شهادة جديدة على مدى هشاشة الطيران في تلك الفترة. فقد كانت طائرة من طراز “فوكر إف جي ثالث”، تابعة لشركة “ديوتشه لوفتهانزا” الألمانية، تحمل رقم التسجيل D-729 ورقم السلسلة 1567، في رحلة خاصة بطاقم مؤلف من شخصين.
ومع انطلاق الطائرة في مهمتها، لم يكن هناك ما يدعو للقلق. لكن، وكما جرت العادة، يمكن لأدق التفاصيل أن تلقي بظلالها على مصير الرحلة. فيما كانت الطائرة في الجو، وفجأة، يحدث عطل مفاجئ في المحركات، حدث يشكل نقطة تحول حاسمة في توجيه مسار الحادث نحو الكارثة. فلم يتمكن الطاقم من التحكم في الوضع، وتبدأ الطائرة في الانحراف عن مسارها المقرر.
تكمن الصعوبة الكبيرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، حيث يتوجب على الطيارين اتخاذ قرارات حاسمة في لحظات محدودة. وفي هذا السياق، ورغم محاولات الطاقم البائسة للسيطرة على الطائرة، إلا أنهم يجدون أنفسهم عاجزين عن تجنب الكارثة المحتومة.
بحسب السجلات، فإن الحادث أسفر عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة، حيث بلغت حصيلة الضحايا اثنين، دون أن يسفر عن وفيات في الأرض. وبتحليل الأسباب وراء هذه الكارثة، فإن العطل المفاجئ في المحرك يعتبر السبب الأساسي وراء سلسلة الأحداث التي أدت إلى الحادث.