في الثالث من مارس عام 1962، وعلى متن رحلة رقم 1 لشركة الطيران الأمريكية، والتي كانت تسير بين مدينة نيويورك ومدينة لوس أنجلوس، حدثت واحدة من أكثر الكوارث المروعة في تاريخ الطيران. كانت الطائرة المعنية من طراز بوينغ B-707-123B ومسجلة برقم N7506A. كانت الرحلة مؤلفة من 95 راكبًا على متنها.
وفي تمام الساعة 10:09 صباحًا بالتوقيت المحلي، بعد إقلاعها من مطار إيدلوايلد وبلوغها ارتفاعًا يبلغ 1500 قدم، بدأت الطائرة في القيام بمنعطف إلى اليسار، لكنها استمرت في الدوران حتى تم عكسها بالكامل، ثم اصطدمت بمياه خليج جامايكا على بعد حوالي 3 أميال جنوب غرب برج المراقبة.
تبيَّن أن الحادث ناتج عن عطل في تحكم المراوح (الريودر)، حيث حدث تشغيل غير مرغوب فيه للريودر بالكامل، مما أدى إلى حركة دورانية غير مرغوب فيها وانزلاق جانبي ودوران، مما أدى في النهاية إلى فقدان السيطرة على الطائرة. وقد سبب هذا العطل استخدام أداة غير صحيحة في مصنع التصنيع لتغليف أسلاك وحدة تحكم الريودر، مما تسبب في تلف الأسلاك وحدوث اختصار كهربائي.
من المهم أيضًا أن نلاحظ أن هناك تكهنات بأن الكابتن ربما قام بإدخال الطائرة في ميل حاد بزاوية 45 درجة، مما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة. ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي للحادث يعود إلى العيب في تحكم المراوح والتصنيع غير السليم لوحدة تحكم الريودر.
تمثل هذه الكارثة نقطة تحول في مجال السلامة الجوية، حيث أدت إلى اتخاذ تدابير صارمة لضمان جودة التصنيع والصيانة في صناعة الطيران، بهدف تجنب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.