في يوم الثلاثاء الموافق للخامس والعشرين من شهر يونيو لعام 1968، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في جنوب فيتنام، حيث كانت المنطقة تشهد فترة حربية حامية. كان الساعة تشير إلى السابعة والنصف صباحًا عندما كانت ثلاث طائرات هليكوبتر تحلق في أجواء قرب بيركات، جنوب فيتنام.
المثير للأسف هو أن هذا الحادث الأليم لم يكن ناتجًا عن خلل فني أو طبيعي، بل كان نتيجة لاصطدام جوي مأساوي بين الطائرات الثلاثة. كانت الطائرات المعنية من طراز بيل UH-1H، والتي كانت في خدمة الجيش الأمريكي. تحدث الاصطدام الجوي الرهيب على ارتفاع يقدر بحوالي 900 قدم فوق سطح الأرض.
ما لا يقلق فحسب بل يزيد من مدى الفظاعة هو أن هذا الحادث أسفر عن وفاة جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرات، بلغ عددهم 29 شخصًا، دون أي ناجين. كانوا جميعًا أفرادًا من القوات العسكرية الأمريكية، يؤدون واجباتهم في إطار النشاطات العسكرية التي كانت تجري في تلك الفترة الزمنية الحرجة.
تفاصيل الطائرات المشاركة في هذا الحادث المروع هي كالتالي: الطائرة رقم 66-16202، الطائرة رقم 66-16592، والطائرة رقم 66-16601، وكلها من نفس الطراز Bell UH-1H. ومع أن الروابط الفنية بين هذه الطائرات كانت قوية، إلا أن الظروف الجوية وربما التوجيه البشري قد أدى إلى هذا الاصطدام الأليم الذي لا يمكن نسيانه.
رغم أن الأرض لم تتأثر بشكل مباشر جراء هذا الحادث، إلا أن آثاره تركت أثرًا عميقًا في قلوب العديد من الأشخاص، سواء كانوا أفرادًا من العسكريين المتضررين أو من ذويهم ومحبيهم خلف الستار. كانت هذه الفاجعة تذكيرًا قاسيًا بأن ثمن الحروب والنزاعات لا يُحسب بالأرقام فقط، بل يقاس بفقد الأرواح البشرية والآلام التي تخلِّفها خلفها.
لم تكن هذه الطائرات مجرد آلات، بل كانت تحمل آمالًا وأحلامًا ومستقبلًا للأشخاص الذين كانوا يستخدمونها في خدمة بلدهم وواجبهم. ولكن في لحظة فاجعة، تحولت هذه الآمال إلى ذكريات مؤلمة، والأحلام تلاشت في سماء لا ترحم.
يظل هذا الحادث من بين الأحداث الجوية الأكثر فظاعة ومأساوية في تاريخ الطيران العسكري، وسيظل ذكراه خالداً لا ينسى، مذكرة لنا بأهمية سلامة الرحلات الجوية وضرورة الحفاظ على أعلى مستويات الحذر والاهتمام أثناء الطيران، سواء في الظروف الحربية أو غيرها.