“القوة، الامتياز، والمنشور” هو تحفة أدبية تأخذنا في رحلة عبر الزمن والسلطة، ملامحها تتجسد في شخصية السيدة كاثرين غراهام، والتي وصفت بأنها “أقوى امرأة في العالم”. يتناول الكتاب حياة هذه الشخصية الرائدة، التي لطالما عُرِفَت بثروتها الفاحشة وتأثيرها الهائل في عالم الصحافة والإعلام.
تشكلت الشخصية العظيمة لكاثرين غراهام في ظل قرارها الشجاع بنشر وثائق وزارة الدفاع الأمريكية المعروفة بـ “أوراق البنتاجون”. بعد هذا القرار الجريء، أصبحت أشهر ناشرة صحف في أمريكا، حيث تحدت تهديدات وزير العدل ريتشارد نيكسون، الذي هدد بأن “كاتي غراهام ستجد نفسها في ورطة كبيرة إذا تم نشر ذلك”.
وفي سياق تحقيق فضيحة ووترغيت، كانت كاثرين غراهام تتحدى التحديات بكل ثقة وقوة. لقد أصبحت، في أعين الكثيرين، رمزًا يُحترم ويُعجب به. في احتفال عيد ميلادها السبعين في عام 1987، أعلن الكاتب آرت بوكوالد: “هناك كلمة واحدة تجمعنا جميعًا هنا الليلة، وتلك الكلمة هي ‘الخوف'”. وفي هذا الحدث، اجتمع العديد من الشخصيات المهمة، من سياسيين ورؤساء تنفيذيين وقضاة إلى كتّاب ونجوم سينمائيين ووزراء في الحكومة، حيث اندلعت الضحكات بشكل متقن ومليء بالتقدير.
ولكن، كما هو الحال مع العديد من الشخصيات الكبيرة، يكمن السر في قصة حياتها. كانت كاثرين غراهام نشأت في بيت يعتمد على خدم البيت. والدها، يوجين ماير، كان مليونيرًا من وول ستريت تحول إلى خادم عام في الحكومة، وتولى رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي وشغل مناصب أخرى هامة. والدتها، آجنيس ماير، كانت “نوعًا من الفايكنج”، حسبما تذكرها كاثرين، “ذكية للغاية، وتحتقر الجميع”، حيث كانت تروج بجدية لصداقاتها مع شخصيات مثل أوغست رودان، وتوماس مان، وجون ديوي، وأدلاي ستيفنسون، ولكنها في الوقت نفسه كانت تتجاهل وتستهزء بأطفالها.
تزوجت كاثرين من رجل كان يُصَف في وقت ما بأنه “آجنيس ماير بملابس رجال”. ولكن، في صيف عام 1963، انتهت حياتها المتواضعة عندما قام زوجها فيل جراهام، الحاصل على شهادة في القانون من هارفارد، والذي كان كاتبًا للقاضي فيليكس فرانكفورتر وصديقًا لجون كينيدي وليندون جونسون، بالانتحار، مما اضطرها لتولي إدارة الشركة.
تتناول “القوة، الامتياز، والمنشور” كيف نمت كاثرين غراهام من خلال إصرارها الشديد: في البداية كانت تعتمد بشكل حذر على الرجال الذين كانوا في محيطها والذين كانوا في كثير من الأحيان يتعاملون معها بتحدير. ثم أصبحت قاسية بشكل مذهل، حيث أقالت واحداً تلو الآخر من أبرز المحررين والتنفيذيين في شركتها. وأخيرًا، أصبحت منتصرة، حيث بنت مجموعة رائعة وربحية بشكل مدهش، وأسست جريدة حققت تأثيرًا دوليًا.
إن “القوة، الامتياز، والمنشور” ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو استكشاف لتطور وتحول الشخصيات القوية في ظل الظروف الصعبة وكيف يمكن للإرادة والتصميم أن تكونان الدافع الرئيسي لتحقيق النجاح.