قواعد كتابة الويب: 5 طرق لتفادي كتابة محتوى لا يقرأه أحد

تُعتبر كتابة المحتوى الإلكتروني فنا وعلمًا في آنٍ معًا، إذ تتطلب القدرة على جذب القارئ وتحفيزه على التفاعل مع النص، سواء كان مقالة، تدوينة، أو محتوى تسويقي. مع انتشار المواقع الإلكترونية وتضخم حجم المحتوى المنشور يوميًا، أصبح من الضروري على كُتّاب الويب أن يلتزموا بقواعد صارمة لضمان وصول محتواهم إلى أكبر عدد من القراء. فالمحتوى غير المقروء يعد خسارة كبيرة للجهد والوقت، ويعني فشلًا في تحقيق الهدف الأساسي من الكتابة عبر الإنترنت، وهو إيصال رسالة واضحة وفعالة.

في هذا المقال سنتناول خمسة طرق أساسية لضمان كتابة محتوى ويب يُقرأ فعلاً، مع التركيز على جوانب عملية وعلمية تدعم جودة النص وتجعل من القارئ متابعًا دائمًا لموقعك أو مدونتك.

1. اختيار العنوان المناسب والجذاب

العنوان هو نقطة التقاء القارئ مع المحتوى، وهو أول ما يقرأه ويتأثر به قبل أن يقرر الدخول إلى المقالة أو تجاهلها. لذلك يجب أن يكون العنوان:

• محددًا وواضحًا: يجب أن يعكس محتوى المقال بدقة دون غموض.

• مثيرًا للاهتمام: يفضل أن يحفز القارئ على الرغبة في معرفة المزيد من خلال إثارة فضوله.

• محسنًا لمحركات البحث (SEO): يحتوي على الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها الجمهور المستهدف.

• موجزًا وقصيرًا: العناوين الطويلة تفقد تأثيرها، والأفضل ألا يتجاوز العنوان 60 حرفًا لضمان ظهوره كاملاً في نتائج البحث.

تذكر أن العنوان ليس فقط جذبًا للانتباه بل هو وعد مُسبق لما ينتظر القارئ داخل النص، ويجب الوفاء بهذا الوعد لضمان استمرار القراءة.

2. تنظيم المحتوى بشكل منطقي وسلس

تنظيم المحتوى يُعد من أهم القواعد التي تساعد القارئ على فهم المعلومات بسهولة ويسر. من أبرز طرق التنظيم:

• تقسيم النص إلى فقرات قصيرة: الفقرات الطويلة تُشعر القارئ بالإرهاق، بينما الفقرات الموجزة تسهل القراءة.

• استخدام العناوين الفرعية (Subheadings): تُقسّم المقال إلى أجزاء واضحة، مما يُساعد القارئ على التنقل بين الأقسام بسهولة.

• الترقيم والقوائم النقطية: تسهل تلخيص المعلومات وتبسيطها، خاصة عند عرض خطوات أو نقاط هامة.

• الاهتمام بالتنسيق والفراغات: يُفضل ترك مساحات بيضاء كافية بين الفقرات لتجنب شكل النص المزدحم.

هذا التنظيم لا يسهل القراءة فقط، بل يعزز تجربة المستخدم ويشجع على البقاء أطول فترة ممكنة داخل الصفحة، مما يعزز من تصنيف الموقع في محركات البحث.

3. كتابة محتوى يركز على الفائدة والقيمة

أحد أكبر أسباب تجاهل القراء للمحتوى هو افتقاره للقيمة الحقيقية التي يبحثون عنها. من الضروري أن تكون الكتابة:

• مبنية على بحث دقيق ومصادر موثوقة: هذا يعزز مصداقية المحتوى ويوفر معلومات صحيحة وموثوقة.

• موجهة لحل مشكلة أو تلبية حاجة القارئ: يجب أن يُقدم المحتوى إجابات واضحة، حلول عملية، أو أفكار مفيدة للقارئ.

• مباشرة وواضحة دون حشو أو تكرار غير ضروري: الإطالة دون فائدة تسبب ملل القارئ.

• محدثة ومتجددة: المواضيع القديمة التي لم تُحدث تراجع قيمتها بشكل كبير في عالم الويب سريع التغير.

التركيز على القيمة يجعل المحتوى أداة قوية لبناء ثقة القارئ وزيادة ولائه.

4. استخدام أسلوب كتابة يناسب الويب

أسلوب الكتابة على الويب يختلف عن أسلوب الكتب المطبوعة أو المقالات الأكاديمية التقليدية، ويجب أن يتسم بالخصائص التالية:

• الوضوح والاختصار: الجمل القصيرة والواضحة تحافظ على انتباه القارئ.

• اللغة البسيطة والمباشرة: تجنب التعقيد والمصطلحات الفنية غير الضرورية.

• الأسلوب التفاعلي والحواري: استخدام صيغة المخاطب المباشر يعطي إحساسًا بالحديث الشخصي مع القارئ.

• التركيز على الفقرات الأولى: غالبًا ما يقرر القارئ إذا استمر في القراءة خلال الجمل الأولى، لذا يجب أن تكون مشوقة وذات محتوى قوي.

تطوير مهارة الكتابة بأسلوب مناسب للويب يحتاج تجربة مستمرة ومعرفة اتجاهات القارئ واحتياجاته.

5. تحسين تجربة القراءة باستخدام الوسائط المتعددة

المحتوى المكتوب وحده قد لا يكفي لجذب القارئ بشكل مستدام، لذلك تُعتبر الوسائط المتعددة عنصرًا مهمًا في تعزيز المحتوى وجعله أكثر جاذبية. من ذلك:

• إضافة الصور التوضيحية والرسوم البيانية: تساعد في تبسيط المعلومات المعقدة وتزيد من فهم القارئ.

• الفيديوهات والإنفوجرافيك: تقدم معلومات بطرق متنوعة تلبي أنماط التعلم المختلفة لدى الجمهور.

• الروابط الداخلية والخارجية: توجيه القارئ لمصادر إضافية تثري المحتوى وتدعم المعلومة.

• الاهتمام بسرعة تحميل الصفحة وتوافقها مع الأجهزة المختلفة: تجربة مستخدم سلسة تحفز على البقاء والعودة.

الوسائط المتعددة تحسن من تجربة المستخدم وتجعل المحتوى أكثر تفاعلية، مما يزيد من فرص انتشاره ومشاركته.

جدول يوضح تأثير كل طريقة على جودة المحتوى وقابلية القراءة

في خضم هذا العالم الرقمي المزدحم بالمحتويات المتنوعة، لا يمكن التغاضي عن أهمية قواعد كتابة الويب التي تحول النصوص من مجرد كلمات إلى تجربة فريدة تُثري القارئ وتحفزه على التفاعل والمشاركة. الالتزام بهذه القواعد الخمس يضمن ليس فقط وصول المحتوى إلى الجمهور المستهدف، بل يرسخ مكانته كمرجع موثوق ومحبب لدى القراء، مما يعزز من نجاح أي مشروع رقمي أو منصة معلوماتية على الإنترنت.

المصادر والمراجع:

• Nielsen Norman Group، “Writing for the Web”، nngroup.com

• Moz، “How to Write Web Content That Ranks Well and Gets Clicks”، moz.com