15 قاعدة يتّبعها الأشخاص الأكثر سعادة

السعادة من أكثر الموضوعات التي شغلت فكر الإنسان عبر التاريخ، فهي هدف يسعى الجميع إلى تحقيقه في حياتهم اليومية. لكن رغم أن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر، فإن الدراسات النفسية والاجتماعية أظهرت وجود قواعد وسلوكيات مشتركة يتبعها الأشخاص الذين يعيشون حياة أكثر سعادة ورضا. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل 15 قاعدة أساسية يتّبعها الأشخاص الأكثر سعادة، مع توضيح أثر كل قاعدة على جودة الحياة النفسية والاجتماعية، مدعومة بمعلومات من علم النفس الإيجابي وأبحاث حديثة.

1. الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية الإيجابية

العلاقات الاجتماعية الصحية تعد من أهم مصادر السعادة. فالتواصل مع العائلة، الأصدقاء، والزملاء يعزز من الشعور بالانتماء والدعم. أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يملكون شبكة دعم اجتماعية قوية يكونون أكثر قدرة على مواجهة الضغوط النفسية، ويشعرون بسعادة أكبر. العلاقات الإيجابية توفر تبادلًا عاطفيًا ودعمًا نفسيًا، مما يخفف من الإحساس بالوحدة ويعزز المزاج العام.

2. ممارسة الامتنان بشكل منتظم

شكر النعم والامتنان لما هو موجود في الحياة من أبسط وأقوى الطرق لتعزيز السعادة. عندما يمارس الشخص الامتنان، فإنه يركز على الجوانب الإيجابية في حياته بدلاً من التركيز على النقص أو المشاكل. يمكن للامتنان أن يأخذ شكل كتابة يوميات شكر، أو التعبير عن الامتنان للأشخاص المحيطين. هذا التمرين العقلي يزيد من إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين.

3. الحفاظ على نمط حياة صحي

الصحة الجسدية تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية. الأشخاص السعداء يميلون إلى ممارسة الرياضة بانتظام، تناول غذاء متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم. الرياضة لا ترفع فقط مستوى اللياقة البدنية، بل تساعد أيضًا في إفراز الإندورفين، وهو هرمون طبيعي للسعادة. بالإضافة إلى ذلك، النوم المنتظم والجيد يساعد في تحسين المزاج وتركيز الانتباه وتقليل مستويات التوتر.

4. التوازن بين العمل والحياة الشخصية

إن تحقيق توازن صحي بين متطلبات العمل والوقت الخاص يعد من أساسيات السعادة. الأشخاص الذين يستطيعون تنظيم وقتهم بحيث يحصلون على وقت للراحة والهوايات والعلاقات الاجتماعية يكونون أقل عرضة للإجهاد والاكتئاب. التوازن يسمح لهم بالشعور بالرضا عن حياتهم وعدم الانشغال الدائم بالضغوط المهنية فقط.

5. الاستمتاع باللحظة الحالية (الوعي الذهني)

التواجد في اللحظة الحاضرة والوعي بها هو مبدأ أساسي في علم النفس الإيجابي واليوغا. الأشخاص السعداء يمارسون الوعي الذهني (Mindfulness) الذي يساعدهم على التركيز في ما يقومون به دون التشتت أو القلق من المستقبل أو الندم على الماضي. هذا الوعي يخفف من التوتر ويزيد من تقدير اللحظات البسيطة التي تمر في الحياة اليومية.

6. تطوير مهارات التكيف مع الضغوط

القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية بشكل إيجابي تعتبر من السمات الأساسية للأشخاص السعداء. بدلاً من الانهيار أمام المشاكل، يطور هؤلاء مهارات مثل إعادة التقييم الإيجابي للمواقف، وحل المشكلات بفعالية، واللجوء للدعم الاجتماعي. هذه المهارات تقلل من التأثير السلبي للضغوط على الصحة النفسية.

7. الاستمرار في التعلم والنمو الشخصي

الأشخاص الذين يحرصون على تطوير أنفسهم باستمرار من خلال تعلم مهارات جديدة، قراءة الكتب، أو حتى تجربة تجارب جديدة، يشعرون بسعادة أكبر ورضا عن حياتهم. النمو الشخصي يعطي شعورًا بالإنجاز ويعزز الثقة بالنفس. كما أنه يساعد في توسيع دائرة الاهتمامات والهوايات التي تضيف متعة للحياة.

8. القيام بأعمال تطوعية ومساعدة الآخرين

العطاء ومساعدة الغير يرتبطان بزيادة السعادة بشكل واضح. عندما يقدم الإنسان يد المساعدة، سواء في شكل تطوع أو دعم معنوي، يشعر بقيمة وجوده وأثره الإيجابي في المجتمع. العطاء يولد مشاعر إيجابية ويحفز إفراز هرمونات السعادة.

9. تحديد أهداف واضحة والعمل على تحقيقها

وجود أهداف واضحة في الحياة يعزز من الشعور بالغاية والاتجاه. الأشخاص الأكثر سعادة يحددون أهدافًا شخصية ومهنية تسعى لتحقيقها بخطوات ثابتة. هذا الإحساس بالتقدم والإنجاز يولد دافعًا مستمرًا ورضا داخليًا عن الذات.

10. تقبل الذات والآخرين

القبول الذاتي هو أساس للصحة النفسية السليمة. الأشخاص السعداء يتقبلون نقاط قوتهم وضعفهم دون إفراط في النقد الذاتي. كما أنهم يتقبلون الآخرين بأخطائهم، مما يقلل من الصراعات والضغوط الاجتماعية ويزيد من جودة العلاقات.

11. الابتعاد عن المقارنات السلبية

مقارنة النفس بالآخرين بشكل سلبي هو من عوامل الإحباط وعدم الرضا. الأشخاص السعداء يركزون على تقدير أنفسهم وإنجازاتهم بدلاً من مقارنة مستمرة قد تؤدي إلى الإحساس بالنقص. هذا النوع من التركيز الذاتي يعزز الثقة والرضا.

12. الاعتناء بالصحة النفسية

العناية بالصحة النفسية من خلال الاسترخاء، التمارين التنفسية، أو حتى اللجوء للعلاج النفسي عند الحاجة هي قاعدة هامة. الأشخاص السعداء يدركون أهمية العناية بنفوسهم كما يهتمون بأجسامهم، ويتخذون إجراءات وقائية لمعالجة التوتر والقلق.

13. قضاء الوقت في الطبيعة

التواصل مع الطبيعة يخفف من الضغوط ويزيد من الشعور بالسكينة. المشي في الغابات، الجلوس بجانب البحر، أو مجرد التواجد في بيئة طبيعية يزيد من التركيز ويعزز المزاج الإيجابي.

14. الابتسامة والضحك

الضحك ليس فقط رد فعل على المواقف المفرحة، بل هو تقنية لتعزيز السعادة. الضحك يخفف من التوتر ويحفز إفراز هرمونات السعادة. الأشخاص السعداء يمارسون الضحك والابتسامة بشكل منتظم حتى في المواقف الصعبة.

15. تبني موقف إيجابي تجاه الحياة

الأشخاص السعداء يتبنّون نظرة متفائلة وإيجابية تجاه الحياة، حتى في مواجهة التحديات. هذا التفاؤل ليس إنكارًا للواقع، بل هو قدرة على التركيز على الحلول والفرص بدلاً من العقبات. التفكير الإيجابي يحفز الجهاز العصبي على إنتاج مواد كيميائية تحسّن المزاج وتدعم الصحة النفسية.

جدول ملخص قواعد السعادة

هذه القواعد الخمسة عشر تمثل ممارسات وأسس ثابتة في حياة الأشخاص الذين يعيشون حياة مليئة بالسعادة والرضا. اتباعها بشكل منتظم لا يضمن فقط تحسين المزاج الحالي، بل يسهم في بناء صحة نفسية وجسدية متينة تدعم الاستمرارية في الشعور بالسعادة. إن إدراك أهمية هذه القواعد والعمل على دمجها في الحياة اليومية هو مفتاح لتجربة حياة أكثر غنى وبهجة.

المراجع

• Lyubomirsky, S. (2007). The How of Happiness: A Scientific Approach to Getting the Life You Want. Penguin Press.

• Seligman, M. E. P. (2011). Flourish: A Visionary New Understanding of Happiness and Well-being. Free Press.