في الواحد والعشرين من ديسمبر عام 2017، رأت الأضواء الكاشفة لصاروخ H2A تجسيدًا حقيقيًا للتقدم التكنولوجي الياباني في مجال الفضاء، حينما أُطلق القمر الصناعي GCOM-C من مركز تانيغاشيما للفضاء في جبل تانيغاشيما باليابان. يعد GCOM-C مشروعًا استراتيجيًا يديره ويمتلكه وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA)، مُسجلًا رسميًا في سجل الأمم المتحدة تحت اسم GCOM-C.
تأتي جدولة هذا القمر الصناعي في إطار برنامج مشترك للرصد البيئي، حيث يتخذ من مدار منخفض حول الأرض بارتفاع يتراوح بين 790 و793 كيلومترًا، مع ميل يبلغ 98.7 درجة، ويتميز بنوعية المدار المتزامن مع الشمس. يعكس هذا التصميم الفريد للمدار تفضيل الجهات اليابانية لجمع بيانات دقيقة ومستمرة بشكل منتظم في مجالات مختلفة تتعلق بدورة الكربون وميزان الإشعاع.
ويعد الغرض الرئيسي للقمر الصناعي GCOM-C هو إجراء قياسات دقيقة للسطح والغلاف الجوي للأرض، مركزًا على المتغيرات المرتبطة بدورة الكربون وميزان الإشعاع. يشمل هذا النطاق الواسع من القياسات مراقبة السحب، والجزيئات الجوية الدقيقة، ولون المحيط، والنباتات، وتغطية الثلوج والجليد. تقوم هذه البيانات بتوفير رؤية شاملة لتأثيرات التغيرات المناخية والبيئية على الكوكب، مما يساعد الحكومة اليابانية والمستخدمين الآخرين في فهم التحولات البيئية واتخاذ القرارات الفعالة.
يتمتع GCOM-C بتقنيات متقدمة تمكنه من تحقيق أهدافه بكفاءة. يبلغ وزن الإطلاق الكلي للقمر الصناعي حوالي 2200 كيلوغرام، ويتم إطلاقه بواسطة صاروخ H2A من موقع تانيغاشيما للفضاء. يعكس العمر المتوقع للقمر الصناعي، الذي يبلغ خمس سنوات، الجهود المستمرة للمحافظة على الأداء الفعّال والاستفادة القصوى من هذه المهمة الفضائية الحيوية.
من الجدير بالذكر أن وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) تعتبر المقاول الرئيسي لهذا المشروع، واليابان هي الدولة المالكة والمشغلة للقمر الصناعي GCOM-C. يعكس هذا التفاعل بين الجهات المختلفة الالتزام القوي بتعزيز البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية ورصد البيئة الأرضية.